ما النقاط التي يجب أن أرتكز عليها أثناء التفاوض مع أصحاب المشاريع؟

(فالعديد من أصحاب المشاريع يتعاملون مع المستقلين وكأنهم بوتات فيردّون علينا ببرود وبشكل انسخ ألصق!) فطلب مني نفس الطلب، وحينما أرفقت صورا للمشاريع، اختفى مرة أخرى.

فهل مثل هؤلاء يمكن التعامل معهم باحترافية، لا أعتقد.

لا ترهق نفسك مع هكذا عملاء أو أصحاب مشاريع صديقي ياسر؛ لأنهم ببساطة غير مهتمين أو غير جادين ولا أدري لماذا يلقون بمشاريعهم لتظل مفتوحة طيلة شهر ثم في الأخير يغلقونها أو يفعلون بصورة غير احترافية كما فعل أحدهم معك. عموماً أنا لا أجيب ولا أهتم كثيراً بهؤلاء العملاء الجدد على المنصة ممن لم يفعلوا خاصية الدفع والذين يطيلون أمد عرض مشاريعهم دون اختيار أحد. أعتقد أن الجاد من أصحاب المشاريع لا يطيل مدة عرض مشروعه عن ثلاثة أيام يقرر فيها اختيار أحد المستقلين. ثم يكون واضح جداًفي طلباته وقد جهز ما يريده من المشروع ومن المستقل.

فالعديد من أصحاب المشاريع يتعاملون مع المستقلين وكأنهم بوتات فيردّون علينا ببرود وبشكل انسخ ألصق!

يجب أن يكون لديك القدرة على التناغم مع مختلف الشخصيات برأيي، هناك شخصيات لا يمكن برأيي نهائياً أن تقوم بتقديم أي شيء لها، أنا لا يمكن مثلاً أن أقدّم أي شيء مما يطلبه حتى أعرف بالضبط ما الذي يحتاج منّي لكي أعرف ماذا أرسل له وإذا لم يتواصل معي ويخبرني ما الأمور التي يفضّلها أقوم فوراً بالإعراض عنه، أسوأ ما يزعجني في هذه الأمور مضيعة الوقت والتركيز عليها.

و بعد قبوله للمشروع يعتقد أنه أصبح سيدك بطريقة ما

هناك نفسيات أحياناً تكون سيئة فعلاً ولكن ميزة العمل الحر برأيي أنّه عمل باسم على مُسمى، أي حر فعلاً، وخاصة في مناخ وظيفته أن يضمن هذه الحقوق بين صاحب المشروع والمستقل كموقع مستقل، التوصيف الوظيفي للمشروع يريح المستقل من أي أعباء إضافية، ولذلك يستحيل أن أقدّم عرض على مشروع أرى بأنّ صاحبه لم يقوم بوضع توصيف واضح جداً لمشروعه أو قبل أن أجعله يكتب التوصيف.

برأيي التفاوض لا يكون إلا على السعر و المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ العمل.

بالضبط، وأي متغيرات أو اضافات بعد بدء المشروع هي بمثابة اتفاق من البداية، فهنا يجب تعديل السعر والمدة بما يناسب المتطلبات الإضافية، وإذا لم يكن وقتي يسمح للعمل على تلك المتطلبات، فبكل صراحة أوضح ذلك، وأرفض العمل على أي اضافات مبالغ فيها قد تكلف من وقتي الكثير، فنحن كمستقلين نضع خطط ليومنا بناء على المشاريع التي نعمل عليها، وبعد الاتفاق على أي مشروع نكون قد خصصنا له من جهدنا ووقتنا ما يتناسب مع جدول أعمالنا وما يجب علينا القيام به في حياتنا عموما بعيدا عن العمل، ولهذا تلك المستجدات غير المحسوبة تفسد علينا مخططات بأكلمها.

هناك نقطة أود إضافتها إلى كلامك عن هذا النوع من العملاء، وحدثت معي في إحدي المشروعات، كنا متفقين على المطلوب وكل شيء، وهناك بعض النقاط التي أوضح أنه سيقوم هو بها بعد نهاية المشروع، ولكنه بعد أن وجد اني أتصالح مع كل تعديلاته وبذلت جهدًا كبيرًا جدًا في المشروع (لم اكن أعلم وقتها أن هذا المشروع يساوي ثلاثة اضعاف ما قام بعلاضه)، في الخير طالب بالتعديات التي ذكر أنها ضمن اختصاصه وسيقوم بها هو واضطررت وقتها لعملها حتى أحصل على مالي وننهي هذا المشروع، لذا، قد تجد أصحاب بعض المشروعات يغيرون اسلوب تعاملهم معك سواءً للأسوأ أو للأفضل بعد رؤية القيمة الحقيقية التي تقدمها.

ولذلك أحب دائماً اعتماد فكرتين في هذا الأمر: الوضح والأوراق القوية - بمعنى أنّني كلّما اخترت عملاء أكثر وضوحاً بالتعريف عن مشاريعهم كلّما كنت داخل عملية أسهل من التفاوض والكلام مع صاحب المشروع وبالإضافة إلى أنّ قوّة معرض أعمالي وقدراتي وخدماتي السابقة والحالية معه تلعب دور كبير أيضاً في أن تبقى هذه العملية رابحة/ رابحة من الطرفين بسبب أنه لا يوجد أي شخص يحتاج إلى الثاني.

أريد أن أنقل أبسط خبرة ممكنة ولكنّني فيها أستطيع تحصيل كل رزقي تقريباً في الحياة وتجعلني قوي في التفاوض دائماً في أن لا أميل ميزان نفسي على حساب الأخرين، وهو أنّني أحاول دائماً على الدخول مع أي شخص في تفاوض بتهيئة نفسي مسبقاً أنني قادر على الاكمال بكل سعادة من دون قبول هذا المشروع، في أنني لا أعتمد كثيراً على أي مشروع في دخلي، هذه العقلية تجنّبني السعي للإرضاء وبالتالي تمكّنني من كسب عمليات التفاوض بشكل أسهل.