مثلما هناك مستقلين مبتدئين، هناك أصحاب مشاريع مبتدئين، ليس لديهم خبرة في إدارة المشروع أو المستقل، فكيف تتعاملون معهم؟
كيف تتعاملون مع أصحاب المشاريع المبتدئين؟
أجد أن مشكلتي الرئيسية في التعامل مع أصحاب المشاريع المبتدئين هي عدم خبرتهم في تقدير المشروع، سواء من الناحية المالية أو مدة التنفيذ. غالبًا ما يحاولون تحقيق أقل تكلفة بشكل غير واقعي مقارنةً بغيرهم ذوي الخبرة.
لهذا السبب، أفضل دائمًا التعامل معهم بشفافية ووضوح وصراحة حول ما يمكن تحقيقه ضمن الوقت والميزانية المحددين، أوضح لهم بعض الحدود والقيود التي قد تواجههم، وأقدم لهم أحيانا بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدهم في المستقبل.
وعلى الرغم من التحديات التي يمكن مواجهتها، فإن أصحاب المشاريع المبتدئين يمتلكون قابلية كبيرة لبناء علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، مما يتيح لنا فرصة لتكرار تجربة العمل معهم أكثر من مرة.
لا يمكننا الإنكار أننا أغلبنا كنا مبتدئين و هذا أمر عادي جدا، و لكن ما لا يعجبني في هذا النوع من أصحاب المشاريع هو أنهم يزعمون أنه يعرفون كل شيء عن المشروع، حتى و لو تقدم لهم نصائح بحكم خبرتك في المجال لجعل المشروع أفضل، يقابلونك بالرفض ظنا منهم أن صاحب المشروع دائما على حق.
غالبًا ما يحاولون تحقيق أقل تكلفة بشكل غير واقعي مقارنةً بغيرهم ذوي الخبرة.
وللأسف قد يشتكون من سوء الخدمة بعد أخذ آراء أشخاص آخرين فيها، ويلقون باللوم على المستقل بالرغم من أنه قام بتنفيذ ما طلبوه بالضبط وفقاً للميزانية المحددة، لذلك الحل الأمثل هو تقديم النصيحة في جميع الأحوال وإعلام صاحب المشروع بما قد يترتب عليه ما يريده من جودة سيئة وتوضيح الأفضل، وبالطبع تنفيذ رغبته في النهاية.
بالفعل هذا الأمر صار معي، عملت مع مبتدئ في صناعة المحتوى، كما يقال مؤثر جديد new influencer وحين فتح المشروع ومن لغته مباشرةً بالاجتماع الذي طلبه عرفت أنه أول مرة تقريباً يفتح مشروع وبالتالي عليّ أن أحمي نفسي منه ومن الأخطاء التي يمكن أن يقع فبها وهي بديهيات بالنسبة لي، ولذلك طلبت في الاجتماع تعيين توقعات واقعية جداً مكتوبة، وتحديد الأهداف بدقة عالية أيضاً تتفوق على وصف المشروع نفسه، تحديد أهداف المشروع وغاياته بوضوح والتأكد من أن صاحب المشروع يفهم ما يمكن تحقيقه بشكل واقعي ضمن الإطار الزمني والميزانية المحددة التي نعمل بها، ومن قمت بتقسيم المشروع إلى مراحل يمكن التحكم فيها، هذا التواصل بهذه الطريقة أنقذني من الأخطاء البديهية.
ولذلك طلبت في الاجتماع تعيين توقعات واقعية جداً مكتوبة، وتحديد الأهداف بدقة عالية أيضاً تتفوق على وصف المشروع نفسه
بالفعل هذا هو أفضل شيء يمكن القيام به، ولكن بعض العملاء خاصة المبتدئين منهم يشعرون بالملل والكسل من كثرة الكتابة والتوضيح، بل ويصرفون النظر عن المستقل أحياناً معتقدين أنه لا يعرف مهامه جيداً، لذلك اقترح الاكتفاء بكتابة خطوات أو توقعات بسيطة وعدم الضغط على العميل في هذه النقطة.
من يعتقد من العملاء أن توكيلي بمهمة مشروعه يعني راحته تماماً من الأسئلة والإرشاد فهذا شخص أصلاً غير جدير بالعمل معه. قبل أن نصل إلى هذه المرحلة أنا تواصلت معه وعرفت معرض أعمالي وقدراتي ولذلك اذا اعتقد لمجرد أنني طلبت توضيح منه لوصف المشروع أكثر فهذا يعني أنه لا يريد أن يعمل ولا يجب أن يقول أنني لا أعرف أن أقوم بمهامي فهو راقبها بال cv ومعرض الأعمال.
بالنسبة لي أجد التعامل مع أصحاب المشاريع الجدد محير، فأخيانًا أرى أنها فرصة إذ قد يكونون أكثر مرونة، وفي كثير من الأحيان أخشى أن أتقدم لمشاريعهم، لأنهم قد لا يملكون خبرة كافية في إدارة المشروع وقد لا يستجيبون للمقترحات، كما أنهم قد يبالغون بتوقعاتهم، وفي النهاية قد لا أحصل على تقييم مناسب دون فرصة.
أما عن التعامل فإنني إن اضطررت أطلب منه توضيح المطلوب بالتفصيل وإن كان لديه عمل معين يشابه ما يتطلع لتنفيذه ليطلعني عليه، كما قد أعرض عليه عينة تجريبية ليتحقق مما إذا كانت تناسبه، قبل البدء، ومن ناحيتي أخبره عن كيفية تنفيذي العمل، وما أقدمه تحديدًا مقابل القيمة، ومدة تنفيذ أطول قليلًا من المتوقع مني عادة، وكذلك تحديد التعديلات والملاحظات التي أستطيع تنفيذها في وقت معين.
كما أنهم قد يبالغون بتوقعاتهم،
فكرة المبالغة في التوقعات بحد ذاتها مشكلة كبيرة لأنها تجعل العمل النهائي لا ينال إعجاب صاحب المشروع، وأسهل ما يمكنه القيام به في هذه الحالة هو التقييم السلبي دون تفكير، لذلك أرى اقتراحك بتقديم عينة تجريبية أو عمل سابق مماثل لما سيتم تقديمه من أفضل الاقتراحات التي تساعد على تفادي المشكلة.
حدث هذا معي، وأفادني كثيرا التفكير في كل ما أحتاجه، والسؤال عنه بصيغة واضحة، وبدون افتراض خبرة العميل في المشروع. ثم، المتابعة المستمرة لسير العمل. أظن هذان النقطتان أزالتا الكثير من سوء الفهم المحتمل. وساعدت العميل على فهم كيف يسير عمله، وبناء على ماذا اخترت الاختيارات التي قمت بها، وهكذا وصلنا لنتيجة مرضية.
التعليقات