في أوقات كثيرة أرغب أن أصرخ وأقفز مثل القردة ليلتفت لي أحد وينتشلني من شعور الوحدة الذي أهرب منه كل يوم، ثم فجأة يتمكن مني ويعصر ضلوعي عصرة قبض الروح.
لا يعرفني منكم هنا أحد المعرفة التي تجعله يدرك شخصيتي، أنا لست من الأشخاص السيئين، ولست أناني أو جاهل أو ممل، ولا ضعيف في خلق الروابط والتفاعل مع الآخرين.
ولكن بطريقة ما ولسبب أجهله أنا بمفردي، لا صديق من المدرسة ولا الجامعة، ولا حتى من العمل ولا جيران المنطقة، أنا هنا وحدي تماماً وهذا مؤلم بقدر لا يعلمه أحد.
تفاعلاتي اليومية مع الجيران والعائلة وبالعمل قد تجعلني أبدو وكأن لي ألف ألف صديق، ولكن لا أحد من هؤلاء معي، لدرجة أنني لو مت لن يدرك أحد منهم الأمر إلا بعد فترة.
ومثلي الكثير لا يجدون مفر من الوحدة، ولا يطيقون تحملها، وبنفس الوقت لا يدري بهم أحد.
فكيف برأيكم ننجو من الوحدة، ونتعامل مع ألم قتلها لنا دون أن نبدو وكأننا نتسول الرفاق ؟
التعليقات