من اصعب الأمور التي تواجهنا في الحياة هي معرفة مالذي نرغب فيه فعلا، ومالذي نرغب فيه انفعالا فقط، ومع الاسف كل قراراتنا الخاطئة عادة ما تكون بسبب هذا الأمر، لذيك نسأل اليوم ونريد التفكير والأجابة بجدية:
من تجاربك الخاصة: كيف تفرق بين ما ترغب فيه حقا وما تعتقد أنك ترغب فيه بسبب ضغط المجتمع؟
كيف تفرق بين ما ترغب فيه حقا وما تعتقد أنك ترغب فيه بسبب ضغط المجتمع؟
أعتقد يا خلود سيحتاج الفرد إلى عثرة في المنتصف لتوضيح الفرق، فعندما تبدأ الأخطاء في الظهور تظهر معها مشاعر الفرد حول ما يفعله إذا كان يرغب فيه بإرادته أم كان خاضع لضغط المجتمع بطريقة غير مباشرة.
للأسف عندها يكون قد أضاع من وقته الذي هو عمره. لا أرى أنه يجب على الشخص أن ينتظر حتى تأتيه هذه العثرة وإنما عليهأن يسرع هو بنفسه إلى إعادة تقييم حياته والنظر فيها وفلترة الأحداث والأهداف.
للأسف عندها يكون قد أضاع من وقته الذي هو عمره. لا أرى أنه يجب على الشخص أن ينتظر حتى تأتيه هذه العثرة وإنما عليهأن يسرع هو بنفسه إلى إعادة تقييم حياته والنظر فيها وفلترة الأحداث والأهداف.
بالتأكيد يا رغدة سيكون لقد أضاع وقت من عمره ولكن في البداية هو المخطيء الوحيد من وجهة نظري وليس المجتمع، كل فرد يجب أن يضع حواجز ما بين أفكار ومعتقدات المجتمع وبين أفكاره وما يريد تحقيقه حتى وإذا تعرض للضغط وأجبر على اعتناق أو اتباع بعض الأمور التي يراها المجتمع مناسبة فيجب أن يدرك ذلك من البداية.
كما أن المشاعر تلعب دوراً في تحديد ما نرغبه وما يحاول المجتمع فرضه علينا
فعندما تبدأ الأخطاء في الظهور تظهر معها مشاعر الفرد حول ما يفعله إذا كان يرغب فيه بإرادته أم كان خاضع لضغط المجتمع بطريقة غير مباشرة.
لقد اشرت الى نقطة جد مهمة يا اية . وهي المشاعر.
هل ما نرغب فيه نحن نعرفه بمشاعرنا أم بعقلنا؟
هل ما لا نرغب فيه بمشاعرنا لكنه مفيد لنا بالعقل، هل يتبقى رغبته حقيقة أم يجب تجاوزها مادام العقل ينفيها؟
كيف نعرف اصلا ان مشاعر الرغبة الحالية رغبة حقيقة؟
أستطيع معرفة ما أرغب به فعلاً لا بسبب تأثير المجتمع وضغطه، عند توفر عوامل من بينها تعارض ما أرغب به مع تفضيلات المجتمع الحالي.
على سبيل المثال: أحب لعبة الشطرنج، وأشعر بدافع لأبلغ مستوى عالمياً، لكن المجتمع حولي لا يقيم لها وزناً بدواعٍ عدة، مثل: «إنها مجرد لعبة لن تفيدك بشيء، ولن تبني مستقبلك، ولن تطعمك».
والآن، لو أكملت الطريق رغم المعوقات، فستكون مخالفتي لمعظم أنماط التفكير حول الشطرنج دليلاً على رغبتي الحقيقية تجاه هذا الأمر، وذلك بحال أثبت رغبتي هذه فعلاً على أرض الواقع. أما لو لم أثبتها مع الأيام، فلن تكون سوى رغبة عابرة.
وهنا أيضاً علينا أن نفرّق بين ما نرغب فيه حقاً، وبين ما نتمناه. الرغبة الحقيقية يتبعها عمل جاد واستمرارية وتحدّ للمعوقات الذاتية والمجتمعية؛ أما الأمنيات فتبقى عالقة في مخيلتنا دون اتخاذ أي خطوات فعلية لتحقيقها على أرض الواقع، وإذا دفعتنا للأمام قليلاً فسرعان من ننسحب عندما تعترضنا الصعاب وحواجز المجتمع.
تعارض ما أرغب به مع تفضيلات المجتمع الحالي.
ماذا لو كان الامر ليس موضع تعارض، لكنك تظن انها رغبتك بينما هي ليست كذلك.
اعطي مثالا توضيحياً:
الكثير من الشباب رجال ونساء، يندفعون للزواج ظنا من أنها رغبة حقيقة منهم، لكن سرعان ما يتبن لهم بعد الزواج ام هذا لك يكن ما يريدونه من الأساس بل كانوا مدفوعين إليه ...توجد العديد من التجارب التي قرأيت عنها لنساء يتمين أن يموت أولادهن، ورجال يتمنون أن لا يروا أسرهم لأنهم لم يكونوا يردون الولادة والأولاد، بل كانت رغبة المجتمع تطبعهم وتتحكم فيه حتى فات الاوان افاقوا لذلك.
فماذا لو لم تكون لذيك رغبة حقيقية في الزواج الان، لكنك ضننتها حقيقية بفعل المجتمع ، كيف تعرف ذلك قبل فوات الاوان؟
اكتشاف الذات وسبر أغوارها أداة تمكننا من معرفة رغباتنا الحقيقية من تلك التي يمليها علينا المجتمع. وهذه المعرفة العميقة لا تتأتى بين يوم وليلة، بل تكون نتاج فتح مدارك عقولنا، والشك المستمر بأبسط الأفكار والأشياء التي لقننا المجتمع إياها، والاطلاع على تجارب المختلفين عن السائد لإيقاظ التفضيلات الشخصية الحقيقية التي يمكن أن تكون مستترة خلف الوهم، فضلاً عن التجارب والإخفاقات العديدة التي تولّد لدينا القدرة على التفريق بين الرغبات الحقيقة والمزيفة.
وبخصوص النقطة التي ذكرتها بتعقيبي الأول، أود أن أشير مجدداً إلى أن رغبتنا إذا موافقة لما هو سائد، فعندها سيصعب بالتأكيد تحديد ما إذا كانت حقيقية. إما إذا خالفت تلك الرغبة السائد مجتمعياً دون ضغط ولا مؤثرات سلبية معينة تدفعنا لاتخاذ قرار معاكس (كمن يتعرض لتجربة عاطفية صعبة فيقرر عدم الزواج)؛ فعندها يمكن أن تكون الرغبة حقيقية.
على العموم، أظن أن بعض الناس يستطيعون بمرحلة ما من حياتهم تحديد رغباتهم الحقيقية بشكل قاطع قبل فوات الأوان، وذلك بحال اكتشفوا ذواتهم، واستطاعوا تحرير عقولهم قبل فوات الأوان.
وبعض تلك الرغبات برأيي تتشكل بناء على بعض المعطيات السابقة، وبعضها نحملها بدواخلنا منذ الصغر دون حاجة إلى أدنى سبب منطقي لتبريرها، رغم مخالفتها لما هو سائد في المجتمع. وبالتالي فتلك من أصدق الرغبات على الإطلاق، لأنها ولدت معنا دون ضغط من المجتمع لصناعتها.
يعتمد الأمر أيضًا يا أصدقائي على التراجع في رأيي. أرى الكثير من المشكلات الاجتماعيّة على هذه الشاكلة ممكنة الحل. لكن الإصرار على عدم التراجع هو ما يضع الفرد في هذه الأزمة، وبالتالي نضع أنفسنا في أزمة أكثر من سيّئة وأكثر من معقّدة. لأننا نصدّر لأنفسنا المزيد من المشاعر الإلزاميّة التي تجعل منّا أشخاصًا سيّئين في نظر أنفسنا وفي نظر المجتمع إن تراجعنا عن القرار. في حين أننا أصلًا في حاجة إلى هذا التراجع.
لديّ بوصلة للأمر، بوصلة من مؤشرين تعينني فعلاً على تحكيم كل اتجاهاتي وطرقي التي أمشي بها، المؤشر الأوّل منها هو أنني أفكّر عادةً عند كل فعل في قيمي، مبادئي، ما هي الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لي في الحياة؟ ما هي معتقداتي ومبادئي الأساسية؟ بمجرد أن يكون لديّ فعلاً فهم واضح لهذه الأمور، يمكنني البدء في تحديد ما إذا كان الفعل الذي أقوم به الآن رغبة تتماشى معي بدون أي شك.
ثاني مؤشر هو أنني انتبه لمشاعري، عندما أفكر في شيء أريده، كيف أشعر؟ هل أشعر بالحماس والعاطفة والتحفيز؟ أم هل أشعر بالقلق أو التوتر أو الذنب؟ يمكن أن تعطيني مشاعري أدلة ومؤشرات واضحة حول ما إذا كانت رغبتي تأتي من دافع حقيقي أو من شعور بالالتزام أو الخوف أو التقيّد بما يراد لي لا ما أريده لنفسي.
برأيي الشخصي لا نحتاج كبشر أكثر من هذين المؤشرين، الأول عقلي مليء بالأفكار والثاني عاطفي.
لديّ بوصلة للأمر، بوصلة من مؤشرين تعينني فعلاً على تحكيم كل اتجاهاتي وطرقي التي أمشي بها، المؤشر الأوّل منها هو أنني أفكّر عادةً عند كل فعل في قيمي، مبادئي، ما هي الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لي في الحياة؟ ما هي معتقداتي ومبادئي الأساسية؟ بمجرد أن يكون لديّ فعلاً فهم واضح لهذه الأمور، يمكنني البدء في تحديد ما إذا كان الفعل الذي أقوم به الآن رغبة تتماشى معي بدون أي شك.
فكرة جيدة، لكنها مع الاسف لا تعمل مع بعض الحوادث والمواقف الحياتية ، خصوصا إذا كنت شخص دائم التغيير والتعلم ودايم التفكير والتحديث، وتضع أفكارك المسبقة قيد التشكيك دوما، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى، عندما تكون المواضيع والقضايا موضوع الرغبة أصلا لم يتم التفكير فيها بجدية من قبلك قبل هذا، مثلا أن تفكر بالزواج او الخلفة، ولم يسبق لك ان فكرت فيها بجدية الان، كيف تتصرف اذا وضعت تحت ضغط العمر والمال مثلا؟
طيب، ماذا لو كانت قضية الزواج عندك محسومة وانت تريدها فعلا، وطرأ طارئ ما يشوش على رغبتك الاولى، كأن تحب شخص لا يمكنك الزواج منه، او كأن تمر بمرحلة نزوة عابرة لا تريد ان تستمر في حياتك، أو كأن تحب الشخص لكنك لا تثق في اخلاصه لك على المدى البعيد......الخ ، كيف ستتصرف في هذه الحالات؟؟؟؟؟؟؟
طيب ماذا لو كنت مثلي شخص منهمك في البحث عن نفسه واحلامه واكتشاف ذاته، ولا يريد بالتسرع في اتخاذ قرار زواج، مع انه يريد ايجاد شخص مناسب فعلا والزواج منه، فأنت لا تعرف ما تريده أصلا حاليا؟ لكن المجتمع يخبرك بأنك تحتاج الى سند وشريك يعينك ويحمل معك اعباء الدنيا، فتشعر احيانا بأنهم على حق وأنك محتاج فعلا للعاطفة والان، لكن سرعان ما يختفي هذا الاحساس عند عودتك لحياتك وللعمل والبحث عن نفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف تتصرف ؟
رأيك يهميني ......... ارجوا ان تضع اجابات كما ترى الامور.
طيب ماذا لو كنت مثلي شخص..الخ
سأجيب على هذا الشقّ بكل تأكيد لإنه الأقرب لشخصية حضرتك وما تعيشين بحسب وصفك، في مثل هذه الحالة أنا لا أجد نفسي إلا مضطراً إلى الانسجام مع ما أريد أو ما أشعر أنني أريد بكل التلقائية اللازمة لهذا الأمر طبعاً بعد تطبيق الأسئلة والمبادئ التي أشرت سابقاً إليها، وهنا أقصد بالانسجام التلقائي وهو أن أعيش اللحظة وما تقوله اللحظة لي بغض النظر عن النتائج المترتبة على هذا الأمر، هل هي نتائج سيئة أم لا، هل هي وهم أم واقع، المهم أنني أقوم بمقاربة هذه المشاعر والحاجات التي أشعر بها بشكل مباشر وفوراً، دون أي تأخير.
سؤال جيد خلود وخاصة في ظل الظروف المضطربة التي تمر بها مجتمعاتنا العربية، فهناك تراث موروث وهناك مستحدثات ثقافية تؤثر على الأجيال الجديدة عبر منصات التواصل الإجتماعي، أصبحنا إلى حد كبير تائهين بين أحلامنا وطموحاتنا، وبين ما يريده لنا المجتمع بعاداته وتقاليده، على سبيل المثال الفتاة في ثقافتنا العربية يجب أن تجعل أول أولوياتها الزواج وإقامة بيت، أما أحلام الفتيات الآن اختلفت عما مضى فهناك من تريد تحقيق ذاتها أولا، وهناك من ترى مستقبلها الوظيفي أهم من الزواج، وهناك حتى من ترى أنه يجب أن تصبح بلوجر blogger أو انفلونسر influencer كما يقولون، وهناك العديد من التوجهات والأحلام.
والصحيح من وجهة نظري أنه يجب أن نستخير ونستشير، بمعنى أنه طالما كل الخيارات متاحة و ليست شيء محرم أو خارج عن الطبيعة فلنستخير الله قبل البدء ولنستشير المقربين أصحاب الحكمة فإذا ارتاح خاطرنا لشيء فلنشرع فيه و لا مجال للندم حتى وإن شعرنا بسوء اختيارنا مرات ومرات فالإنسان يعيش ويتعلم.
قد تعنين التفرقة بين الرغبة الفعليّة والرغبة ذات الضغط المسبق, ورغم أنّي لا أرى رغبةً ليست مبنيّةً على توجيهٍ مسبق- وإلّا فأين القدر وأين الأسباب- أرى أنّه من السهل استيعاب تأثّركِ إن استفردتِ بأفكاركِ السابقة.
مرادّ الأفكار والرغبات كثيراً ما تأتي من النظر فيمن نقتدي أو فيمن كنّا نأخذ الكلام منه, فالرغبة بدأت من خاطرةٍ استُلهمت بقول فلانٍ أو علّان, وكلاهما غالب الحال سهلا الرجوع في الذهن مع تتبّع نموّ الفكرةِ شيئاً فشيئاً. إن كانت المعاناة باقيةً فقد يسهل أن تكتبي ما جاء في ذهنكِ إن رأيتيه ملهماً مع ذكر بداية استيعابكِ إيّاه.
وأخيراً, لست أرى الاستلهام من القدوة أو حتّى من القيل والقال يحوّل الفكرة إلى شيءٍ سيّء, فالقليل من بنيويّة الأخذ خصوصاً عند التخصّص ليس سيّئاً والله أعلم.
في هذه الحالة .. التوازن هو الحل
مع أني اميل لتفضيلاتي الشخصية
ولكن اولي ببعض الاهمية لنظرة المجتمع
وهذه النسبة عندي 70 بالمية لتفضيلاتي الشخصية
و 30 بالمئة من المجتمع
ماذا اذا كانت رغبة المجتمع اقوى من رغبتك الخاصة هل تنصاع لها وتقنع نفسك اها رغبتك أنت؟ أم تحاول ايجاد طريقة لتحقيق رغبتك أنت؟
إذا أردت الصراحة فإن الكثير من أفراد المجتمع يرغبون في ما نرغب نحن و لكن لا يبدون ذلك للعيان بسبب اتباع الأعراف و القوانين التي ينص عليها الأقوياء و الحكام و الأئمة الكبار .. و لكن في مرات تتصادم رغبتنا الخاصة مع رغبات الأغلبية في المجتمع .. و هنا يكمن التحدي في جعل رغبتك تمر أو تعود من حيث جاءت .. لأن الرغبة المجتمعية هي التي تسود حتى لو كانت رغبة مجحفة و ظالمة للخواص .
و هنا يكمن التحدي في جعل رغبتك تمر أو تعود من حيث جاءت .. لأن الرغبة المجتمعية هي التي تسود حتى لو كانت رغبة مجحفة و ظالمة للخواص
هذا غير صحي وغير سوي بالمرة وغير مقبول في الصحة النفسية ...
يجب أن تؤخذ الامور بجدية ، فالاجابة بمثل هذه الطريقة لا يخلق فقط مساحات من الكبت وقتل الذاتية والرغبة الانسانية ، بل يخلق العنف والتعصف والتطرف في نهاية المطاف الدمار للجميع ، للشخض وللمجتمع بأسره.
من قال بأن رغباتك التي تتعارض مع المجتمع عليها أن تعود من حيث جاءت؟
اذا تعارضت رغبتك مع الغاية الانسانية والقيم العليا للانسانية وقتها نفكر جدية في ذلك ، عدا ذلك لا شيء يستحق
التعليقات