لا تسري الافكار فرادي ولكن تسبح في فضاء واسع، تختار بحكمة على من تنزل..

لاحظت أنني في وقت ما، كانت تنزل علىّ الافكار بلا حساب..

أفكار خارقة، أفكار تغير العالم، اختراع هنا، فكرة هنا لتغيير شكل الحي الذي أسكن فيه بألوان مبهجة ورسومات من يدي.

على قدر ما تبدو الأفكار بسيطة وساذجة على قدر ما كانت هذه الأفكار تمثلني وتصف رؤيتي لحياتي وتصيبني بسعادة لامتناهية.

لطالما بدأت بالتفكير لتنفيذ فكرة ولكن أشعر أنني مكبلة..

مكبلة بالتفكير!

التفكير في كيف سأنفذ هذه الفكرة، من سيشجعني لتنفيذها، كم سيكلفني تنفيذها، من سيتقبل الفكرة والأهم من سيعارضها و الكثير والكثير من التفكير الذي دائماً يتنهي بقتل الفكرة في مهدها..

ثم اكتشفت بعد ذلك أن تلك الأفكار التي تشبهني كثيراً كانت هي أفضل ما يصفني، و أن انغماسي في الحياة العملية والواقع أبعدني كثيراً عما عهدته في نفسي، و كأن هذا الواقع أشبه بغلاف حولي يمنع عني تنزل الأفكار..

وهنا أدركت أن خير الطريق لنفسنا الحقيقية هي تلك الأفكار التي سمحنا للوقت بأن يغيرها.

وأن التفكير الزائد هو أكبر عدو لأي فكرة.

لا يفترض بالافكار أن تكون مثالية ولا أن تغير العالم، كل ما يهم هو أن تمثلنا.

لذلك يجب أن نكون أقل قسوة على أفكارنا، نفكر فيها لننفذها وليس لقتلها.

قد يرى البعض أن الأفضل هو التخطيط والتفكير مراراً وتكراراً ، ولكني وجدت أن أغلب الناس ندموا على ما لم يفعلوه أكثر من ندمهم على ما فعلوه.

برأيك من الأفضل أن تفكر وتخطط كثيراً أم تهم بالتنفيذ؟