من أهم الأمور التي تعلمتها في حياتي العملية و التي كان لها تأثير كبير أيضا على حياتي الشخصية هي بساطة التفكير، 

أتذكر جيدا عندما بدأت العمل و كانت الحماسه تطغى على جميع أفكاري حتي أنني كنت أتوه و أغرق في بحرٍ من التفاصيل، حتي بعد انتهاء فترات العمل الرسمية كان ذلك الأمر يلازمني دائما ، و مع مرور الأيام و الشهور بدأ ذلك الموضوع يؤثر علي صحتي النفسية و الجسدية،و بعد مرور مايقارب العام كانت الأمور وصلت إلى ذروتها حتي أنني كرهت العمل مما جعل الامور تزداد سوءا معي و لهذا فكرت جديا في تقديم الاستقالة.

تقابلت بعد ذلك مع أحد الأصدقاء و قلت له عما يدور في نفسي و ما أعانيه من فرط التفكير ، سالني "هل مازلت تقرأ" أجبته نافيا "لا"، لم اعد أمتلك الوقت لذلك ، قال لي هكذا هو الأمر ،جعلت من عملك حياة جديدة تملكتك بالكامل و لم تعد تشعر بالحياه الأخري الحياه الحقيقية حتى اصبحت فريسه لفرط التفكير ،نصحني قائلا لابد لك و أن تعود لهوايتك و أن تعيش فيها بجميع حواسك هي وحدها قادرة على تغيير حالتك النفسيه.

قلت له حسنا سأفعل فأنا حقا لن أخسر شيئا جراء ذلك، كانت تلك النصيحة كافية لتغيير مسار الاحداث كليا ، بمرور الوقت استطعت مع القراءة من تجاوز تلك العقبة الكبيرة .

الآن و بعد مرور عديد من السنوات أري انها لم تكن القراءة وحدها هي من ساعدتني و لكن كانت البداية مع لحظة الصراحة مع النفس الخالية من أي تحيز أو تعاطف،الشئ الثاني هو أنني اخترت الصديق المناسب ،كل هذا ربما يكون جاء بدون ترتيب و لكن هذا ماحدث فعلا