السلام عليكم
يكثر الحديث عن الافكار الايجابية واثر الافكار على حالتنا النفسية .
هل جرب احدكم هذا الامر وكيف وجده؟
ما هي التقنيات التي استخدمتموها ؟
كيف كنت سابقا ولاحقا؟
انه من الرائع التفكير بإيجابية، لكن وجب الحذر! بكل صراحة يجب الحذر من التفكر الإيجابي الذي يوصلك الى أرض الأحلام مما يعمل على رفع النتائج المتوقعة مما يؤدي إلى الإحباط و الهدم لا البناء و العطاء.
لنضرب مثالا، لقد كنت أعمل على مشروع و وضعت خطة عمل محكمة، و تأكدت بأن المشروع صحيح من الناحية التقنية، لذلك ارتفعت الآمال لدي و زاد اصراري على العمل و غصت في أرض الأحلام، كنت أرى نفسي أشتري سيارة أحلامي و من ثم أحلم أنني أدخل من بوابة شركتي. لكن و بكل أسف لقد فشلت، مع أنني فكرت بطريقة إيجابية، و فشلت!!
لم تأخذ مني سوى أيام لأدرك بأن المشروع هو متقدم عن البنى التحتية الموجودة، و تطبيقه على أرض الواقع مكلف، و أن المردود المالي و الأرباح ستكون على المدى البعيد. فأصابني الإحباط. وجدت بأنني قد بنيت مشروعي بناءا على أحلام مستقبلية لا على الواقع الموجود حاليا. لذلك أعدت الكرّة، و بدأت بوضع خطة مرنة تناسب الواقع و تحاكي المستقبل و ها قد نجحت في الخطوة الأولى.
لاحظ الفرق في التفكير الإيجابي، الأول اعتمد على الأحلام ليحقق الأحلام، أما الثاني فقد اعتمد على الواقع ليحقق الأحلام.
لتكوني من ضمن الفئة التي تفكر بإيجابية، أولا ضع هدفا لك يجعلك تستيقظ كل صباح. ثانيا، نظم وقتك. ثالثا، انتق أصدقائك ليشجعوك بصدق و يحفزوك للأمام. رابعا، خذ بالأسباب، خامسا و الأهم، توكل على اللّه.
بكل صدق أستطيع أن أقول بسبب تفكيري بإيجابية و عقلانية استعطت أن أحصل على العديد من الخبرات و المنح الدراسية....
انها لحظة التي تفصلك عن اتخاذ القرار لكونك ايجابية، لكنه طريق طويل من الواقع يحاكيه الأمل. (فاصبر)
لا أعلم، حين أكون بمزاج متعكر وسئ أحاول الابتعاد عن الآخرين، حتى لا ينعكس ذلك في تعاملاتي معهم حيث أكون هجومية وعدوانية نوعاً ما ومتحفزة، وهو ما لا أحب فعله لذلك أحاول اختصار الجميع حتى يمكنني تجاوز هذه المرحلة.
لا ألجأ لتكتيك معين، مهما حاولت إقناع نفسي بأن الأمور ستكون بخير، يبقى هنالك ذلك الجزء داخلي الذي يسألني كيف؟
وإن قمت بأمر خاطئ، مهما قلت لأنا لم تكوني تقصدين، يأتي ذلك الشعور من الأعماق، لكنك تسببتِ بالأذى،
بمعنى أن الأفكار الإيجابية لا تساعدني على الشعور بضغط أقل. (وسأتحدث عني، فقد يكون الأمر مغايراً لدى آخرين).
لكن ما لا ألجأ له أبداً هو مشاركة ما أشعره مع الآخرين، ليس ضعفاً بقدر ما هو أنني أصاب بغباء التعبير عن ما أشعره.
كلّ ما أحتاجه وقتها وحتى أشعر بتحسن هو الاعتراف بما أشعره تماماً.. ولذلك ألجأ للكتابة أو الرسم، أو الخربشة التي بلا معنى، وأنخرط بمسؤوليات أكثر ومهام أكبر، ومتطلبات أكثر، أفعل ذلك مراراً حتى أشعر بأنني أستعيد جزءاً من عافيتي، هذا ما ينفعني غالباً.
التفكير بإيجابية والنظر لنصف الكوب الممتلئ ومثل هذه الأمور ترهقني نفسيا
من وجهة نظري وما أطبقه ويجدي معي هي التصرف بإيجابية أي معرفة متطلباتي وما يمكن فعله للوصول إليها وواجباتي وكيفية تحقيقها بدون ضغوط وعند الوصول للنتيجة المرجوة تكون هذه الإيجابية لا أرى أن إدخال المشاعر في أي عمل يفيد بل دائما يضر
فالإيجابية بالنسبة لي هي ملأ باقي الكوب للاستمتاع بشربه دون ضيق
أما السلبية هي التخاذل والوقوف ساكنا بدون أي جديد
هناك قسم في علم النفس يدعى Positive Psychology اسسه Martin Seligman
الفكرة تقوم على اساس التركيز على الجوانب الايجابية التي نتمتع بها وتميزنا بدلا من التركيز المفرط على الجوانب التي نستشعرها سلبية ومحاولة اصلاحها.
خذ مثلا شخص يعيش في الولايات المتحدة، وهو ذو شخصية انطوائية. سيمارس عليه ضغط مجتمعي لان يكون اكثر انفتاحا على الآخرين. قد تشعره انطوائيته ان هنالك خطب ما به. وبالتالي سيعمل جاهدا على تغيير ذلك.
قد يكون سعيدا اكثر فيما لو تقبل انه شخص انطوائي ويركز وقته وطاقته بالاستمتاع باعمال يمارسها الانطوائيون. بالواقع هنالك كتاب جميل جدا يوضح هذه النقطة كتبته محامية امريكية انطوائية اسمها سوزان كاين. كتابها بعنوان: الهدوء : قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
هل جرب احدكم هذا الامر وكيف وجده؟
لا شك أن أفكارنا - الإيجابية والسلبية - لها آثار نفسية وليس هذا فحسب ، بل لها أيضًا آثار جسدية.
وقد جربت ان افعل ما يقولون، وفي ذات المرات وبدل أن أجلس وأقول : غبية كالعادة، لم تحسني التفكير، وبطيئة وتعيسة، أنا أكرهك. ... الخ، وهذا الحديث أوجهه لنفسي أحيانا عندما أمر بمواقف صعبة. ثم لا يكون مني إلا ان ابكي واغلق على نفسي فترة حتى انسى ما حدث واستطيع المواصلة.
قررت في يوم ما ان استبدله بحيث إيجابي، مثل: هون عليكي ، لم تقصدي سوء، فعلتي ما بوسعك ، يمكنك المحاولة مرة اخرى واستفيدي من هذه التجربة وستنجحين ... الخ ، فشعرت بضغط أقل ، وتحسنت حالتي النفسية سريعا وشعرت بأنني أقوى وانه ليس لدي ما أخجل منه.
ولكني لم اجرب الاستمرار في منح نفسي هذه الاشادات، إلجأ إليها فقط وقت اللزوم.
وربما لو داومت عليها لتحولت حياتي إلى مسار اخر أفضل بكثير.
التفكير الإيجابي اسميه السحر الحلال؛ ربما يكون اسم دارج لكنه حقيقي، دعني أقول لك أن التفكير الإيجابي لهو تماما مثل الذهاب إلى صالة الجيم، الأمر يحتاج منك التمتع دائمًا بلياقة نفسية جيدة، ولكن هل يمكنك بناء عضلات دون ان تبذل مجهود بهذه العضلات، بالتأكيد لا، دعني أسألك سؤال آخر هل التمارين الرياضية مريحة؟ بالعكس تمامًا فهي مؤلمة جدًا وتحتاج إلى تقبل لهذا الألم فقط لأن تعرف النتيجة.
هكذا بالضبط التفكير الإيجابي، فهو مؤلم جدًا ولكنه يجعلك تصل إلى هدفك في النهاية، الشخص الإيجابي، سيجد أهله في المنزل يقيدون حريته، وزملاء عمله يلقون عليه النكات، وعندما يحاول أن يستقل ويفشل يجد حشد من الجمهور متربص ليضحك عليه بكل استهزاء، هل هذه النهاية، بالطبع لا، الشخص الإيجابي يحاول، يرى في كل هذا الألم الناحية الإيجابية ويحولها إلى طاقة عمل وضغط على عضلات عقله تجعله قادرة فيما بعد على تحمل الكثير من المواقف الأصعب، وهو ما يعرف باكتساب القوى العقلية mental strength والتي تجعل شخص قادر على تحدي أي موقف صعب بسبب الصعوبات النفسية والتحديات العقلية التي واجعتك من قبل ولكن بسبب تفكيرك الإيجابي قدرت على تخطيها واكتسبت الخبرات منها.
يسعدني ردك على موضوعي .
احب ان اشد انتباهك لامر هام جدا .
بعض الناس يلجأون للفكر الايجابي ليس لانهم لا يمكنهم تحمل انتقادات الناس واكتساب اللياقة النفسانية .
البعض يلجأ الى هكذا نوع من التفكير لكي يتخلص من مخاوف هي لديه في اللاوعي .
هنالك حالات مرضية غير قادرة على الحركة اساسا لأنهم ليس بامكانهم التحكم بذواتهم .
هل سبق وكنت تريد ان تقف وتتحرك مثلا ووجدت نفسك عاجزا؟ وان قمت بارغام نفسك على ذلك سوف تتراقص وتبدو مضحكا امام الجميع؟
هذا نوع من العلاج النفسي يسمى بالـ cbt لكنه لا يرقى للتحليل النفسي الذي هو اعمق بكثير .
على سبيل المثال .
عندما يهاجمك احدهم لفظيا .
ماذا ستكون ردة فعلك تجاه هذا الامر ؟
ماذا ستفكر اذا ماحدث ذلك؟
هل سوف تفهم انه يعتدي عليك فتخاف وتعتدي عليه انت ايضا؟ ام ستفهم انه خائف منك ومستاء لامر ما وتكون ردة فعلك تجاهله مثلا او الكلام معه بمعروف؟
الامر ليس دائما كما يبدو صديقي انتبه لهذا الامر .
التعليقات