قبل أيام مضت إتصل بي صديقي الفلبيني ودعاني على العشاء بإحدى المطاعم وترجاني بالقبول لأمر هام، قبلت الدعوة وتوجهت بعد الصلاة مباشرةً للمكان، إستقبلني بحرارة عانقني ورحب بي (🤔 أول مرة يعملها يمكن تأثر برمضان وحاب يدخل الإسلام 😊)، جلسنا وتسامرنا بالحديث والضحك ثم بعدها طلبنا العشاء كلٌ حسب رغبته وبعد الأكل الدسم ولله الحمد قال لي صديقي أريد أن أشكرك بإمتنان على ما قدمته لي في موضوع..... ولم أجد ما أعبر به عن شكري غير قبولك مني هذه الهدية البسيطة علها تنال رضاك، حقيقةً قد فاجئني بالأمر ولم يخطر ببالي أبداً ما بحدث، أضطررت بقبول الهدية حتى لا أكسر همة صديقي وأحبطه وأنزع منه الفرحة التي باتت تكتسيه 😊، بعدها قام بشرح ما حصل معه وأنه سعيد ومسرور للغاية لدرجة أن الفرحة غيرت من نفسيته كثيراً وأنه قام بإخبار زوجته وأهله بالفلبين بما حصل معه ليشاركوه فيها، وبعد جلسة جميلة استمرت بنا ما يقارب 3 ساعات ذهب كلٌ منا إلى مسكنه ورغم الفضول الذي طغى علي طول الطريق في معرفة ماهية الهدية إلا أني قد نسيتها عند دخولي البيت، وفي الصباح بعد الصلاة وقراءة القرآن الكريم والأذكار توجهت للهدية وقمت بفتحها لأجد علبة عليها شعار رادو وبداخلها ساعة فضية 😊 ضحكت بداخلي مبسوط وقلت ما شاء الله لماذا تكلفت بهذا يا صديقي؟!

أخبرت أحد الأخوة العرب بالأمر فضحك بإستهزاء وقال لي أجزم بأنها ساعة صينية لا تسوى دولار 🤣 قلت له ليس عندي مشكلة طالما هي هدية من صديق ممتن بالشكر والعرفان 😡 أخونا العربي رغم أنه صائم ولكنه أصبح يزعجني بتعليقاته الساخرة بين الفينة والأخرى عن الهدية حتى وصل به الأمر إيصال الموضوع لباقي الأصدقاء (😤 العرب يحبوا السخرية) يومين وأنا أعاني من سخرية وقحة من صديق أبله حتى طلب مني أحد أصدقاء المجموعة إحضار الهدية ليراها، أحضرت الهدية وذهبنا بها إلى الوكيل - طبعاً الأخ ما إنتهى من التعليقات الساخرة 😁- خصوصاً عندما قدمنا العلبة للموظف في قلق وفضول وإستحياء 😔، وفجأه بعد فحص وتدقيق نطق الموظف وقال هذه قيمتها 2000$ 😱 صديقي الساخر لم يصدق ما سمعنا وقال للموظف افحصها جيداً هذه تقليد صناعة صينية، قال الموظف الساعة أصلية ورقمها مسجل وإذا ترغبون ببيعها نعطيك 2000$ 🫢حقيقيةً وقتها انتابتني أحاسيس مختلطة وقمت أضحك ضحكة هستيرية وأنا أشير على صديقي الساخر 🤣😂😅 وقلت له أجزم اليوم بأنك لن تنام من القهر وأنا سأنام قرير العين 🙂.

من هذه القصة تعلمت أنه لا تسخر من أي شيء حتى لو كان عكس ما تتمنى، ولا تقلل من قيمة الهدية حتى لو كانت حجر، عندما يطلب منك شخص مشاركته في أمر أسعده فاعلم أنه يعني ذلك فلا تخذله أو تحبطه برفضك.

أما عن سبب الهدية فهو موضوع طلبه مني صديقي منذ 6 أشهر مساعدته في إيجاد وإنشاء محتوى مناسب يشتغل عليه، وخلال فترة بحث 10 أيام قمت بها إخترت له موضوع التأمل (Meditation) وقمت بتوفير كل ما يلزم من كلمات مفتاحية وأسئلة ودرجات التنافسية سواء بالمحتوى الكتابي والفيديو والتسويقي وغيرها كذلك وفرت له منتجات كتب رقمية ونغمات موسيقية وصور وبعض مقاطع الفيديو الخاصة بالتأمل وخطابات البريد الإلكتروني التسويقية، قام صديقي بالإشتغال على المقالات المتوفرة (30 مقال كل أسبوع مقال) ونشرها متفاوتة في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إستضافة المقالات وربطها بمدونته الجديدة كذلك فتح قناة باليوتيوب عن التأمل وقام بنشر مقطع قصير كل أسبوع، دمج في المدونة روابط أفلييت وكل الروابط متصلة ببعضها، الذي عرفته من صديقي أنه يجني حالياً عالأقل 3000$ كل أسبوعين ما شاء الله، هو لم يخبرني بالضبط كم ولكن قال هذا والله يزيد ويبارك🙂.