لا أكتفي على الإطلاق بتتبّع المذاق الرائع للمطاعم الشعبيّة. فعلى الرغم من عشقي لها على صعيد المذاق، أجد أن المطاعم الشعبيّة ذات الصيت تعد تجاربًا استثماريّةً في غاية الأهمية. لأنها المشروعات الأقرب إلى الواقع المحيط بأقصى درجة.

في هذا الصدد، أشير إلى نقطة جوهريّة تخص هذه النوعية من المطاعم، مثل مطاعم الفول أو الكبدة الشعبيّة في القاهرة على سبيل المثال، أو مطاعم وجبات شعبيّة شهيرة مثل "الكشري". تتميّز هذه المطاعم بقدرتها على أن تبدأ من عربة صغيرة مكتنزة لبيع الوجبات.

والشائع في الأساس في ضواحي القاهرة أن الكثير من هذه المطاعم بدأت من خلال هذا الأسلوب: مجرّد سيّارة معدنية على عجلات. تفترش جزء من طريق المارة لبعض الوقت من اليوم لبيع الأطباق. وتبدأ بعدها رحلة كفاح تتوّج بسلسلة من المطاعم الشعبية الكبيرة التي تحمل اسم العربة.

لماذا تحتفظ هذه المطاعم بعلامتها القديمة؟

المشترك بين كل هذه المطاعم شيء واحد: احتفاظهم بالعربة القديمة المتهالكة، حتى وإن لم تكن تعمل. وقد وصل الأمر إلى بروتوكول فولكلوري مشترك بين هذه المطاعم، حيث أن كل مطعم منهم يثبّت عربته القديمة أمام المطعم الجديد الكبير ويستمر في الحفاظ على حالتها ونظافتها.

ممّا لا شكمّ فيه أن العديد من الأسباب والتفسيرات تتضح في عقول كلٍّ منّا الآن، كهواة لمختلف تقنيات التسويق وأبسطها، والتي بالتأكيد لها دور في الحملات التسويقية الخاصة ببناء الوعي بأي علامة تجارية لأي مشروع ريادي.

في رأيكم، لماذا تحافظ هذه المطاعم على مظاهر بداياتها المتواضعة رغم نجاحها؟ وما الذي نتعلّمه من هذه الاستراتيجية في مشروعاتنا القادمة؟