العاشر من ذي الحجة هي مناسبة مميزة لنا نحن المسلين حيث يتزامن هذا التاريخ مع عيد الأضحى المبارك, حيث تعتبر هاته الشريعة وسيلة للتقرب من الله سبحانه و تعالى , لكن هل ما نراه في مجتمعاتنا العربية خلال هاته المناسبة العظيمة يتماشى مع الهدف منها؟

خلال السنوات الأخيرة قد لاحظ بعضنا إن لم نقل معظمنا أن هاته الشريعة قد فقدت لونها الخاص و طعمها الحلو الذي كنا نعيش على إيقاعه أيام طفولتنا , فالآن من جهة انقرضت فرحة العيد حتى صار يوما عاديا كباقي أيام السنة , وكأن العيد صار مجرد حدث عابر . قلم نعد نرى ضحكات الأطفال في الحي و هم متحمسين و برتقبون رؤية أضاحي العيد و هي تتوافد على منزل جيرانهم بكل شغف و حماسة,وهم يرددون عبارات و كلمات تدل على حماستهم . و لا ننسى أيضا الجو العائلي الذي يطغى في المنازل قبل و بعد هذه الشريعة من جهة أخرى. فلماذا أصبح يطغى اللون الأسود على هذه الفرحة؟

للجواب على التساؤل الذي ربما يطرحه معظمنا, يجب المقارنة بين العيد في الأمس و اليوم ونرى التغيير الذي طرأ خلال السنوات الأخيرة على تصرفاتنا, لكن البديهي و الذي يتفق عليه الجميع هو أن الهدف من هاته الشريعة قد تغير ففي الأمس كان هدفها التقرب من خالفنا بالأضحية , مصداقا لقوله تعالى:’’ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم’’ . ففي مجتمعاتنا العربية انحرفنا عن هذا الهدف وأصبح العيد بالنسبة لتا هو التباهي بالآضاحي و بشكلها و بثمنها فيكثر القيل و القال وأصبح الناس يتنافسون على اقثناء أغلى وأضخم الأكباش للتباهي بها لا لتقديمها قربانا لله عز و جل. فأصبح التباهي كالسرطان ينتشر في جسد مجتمعاتنا وينهكه و ينخره من الداخل حتى فقدنا لذة العيد.

ففي النهاية لا ننسى أن ديننا الحنيف و  رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أوصانا بالتقوى و التقرب لله و بإظهار الفرح و السرور في هاته الأيام المباركة و بالقول الجميل و الصدقة فهذا عيد البر بالمساكين و العطف عليهم حتى يشعروا بالعيد و لذته.

 فلنا أجر الأضحية وأجر الصدقة فيصبح عيدنا عيدين.