اليومَ هو عيد ميلاديّ..!
أتمنى لو أنني لمّ أكن!
في هذهِ الحياة الكئيبة،
أود لو أن بإمكاني إيقافُ عُمري،
وأستأنفهُ في وقتٍ آخر وفي زمنٍ آخر،
وفي مُجتمعٍ آخر عن هذا..!
لعلّي أنالُ قليلاً مِن الراحة والسعادة
التي يتحدثون عنها الأغنياء..!
أتمنى لو أنني لمّ اُخلق على الإطلاق،
لقد سئمتُ مِن هذهِ الحياةُ التي
لم تُهديني سِوى الخيبات..!
لقد مضيتُ إثنان وعشرين عاماً
إلى اليوم ولم أحصد سِوى الآلام واليأس،
لقد وُلِدتُ في زمن اجتمع فيه ثلاثةُ
أزمِنة: الماضي والحاضر والمستقبل،
حسناً سأٌخبركم كيف ذلك..!
في اللحظة التي تقرأون فيها هذا السطر
تكون أنت في الحاضر، وبعد ثانية ستكون
قد قرأته في الماضي، وبعد ثانية واحدة
ستكون بالمستقبل، نحنُ نعيش اللحظة،
حياتنا وحدةٌ زمنيةٌ مُحددة تتآكل عند
كل شهقةٍ وزفرة..!
أنا لا أقول أنهُ في كل زمان لا يوجد
حاضر وماضي، ومستقبل..!
ولكن نحنُ نعيش الثلاثة الأزمنة
في حالةِ ضياعٍ تامة..!
لا نستمتع بالوقت الذي نقضيةِ
ماذا يجب علينا أن نفعل؟!
نتمتع بالصدمات، نتمتع بالكآبة،
نُمارس الحزن كل ليلةٍ..!
حتى تذبُل ملامِحُنا الباهِتة،
حياتي ضاعت وتاهتّ مابين
-انا اُريد والضُروف لا تُريد-
مابين أنا أحلم وواقعي مُستخدم..!
ماذا يمكن لشخص مثلي أن يكون؟!
مُحاصرٌ بين القضاء والقدر، يضحكُ
وهو مكسور، يمشي مع الجميع
ويحس بالوحدة، يذهب إلى الجامعة
بثيابٍ مُتسِخة، يأتي مُتأخراً عن الدوام،
يقعد في المقاعد الاخيرة..!
معدتهُ خاوية، مُحبط ولكنهُ يُكافح،
أفكارهُ سوداوية، واقعهُ مجرم،
بيئتهُ غيرُ صالحةٌ للعيش،
إنني مُنزعج لأني وصلت إلى هذا العُمر،
وأتمنى أن لا يأتي هذا اليوم بالعامِ القادِم
وأنا على قيدُ ما تُسمونها بالحياة.