هل يمكن للإنسان أن يفعل فعل غير أناني بالمطلق ؟

لا علاقة للسؤال بالأخلاق بشكل مباشر، ربما ذكر موضوع البرودكاست الأساسي قادك إلى ذلك، السؤال يتعلّق أكثر بوجود أفعال خيّرة بالمطلق بدون عائد مباشر على الفاعل (selfless act) يمكن لذلك أن يمس تعريف الأخلاق قليلاً لكنّه غير متعلّق بها بشكل مباشر.

أرى انك افترضت خطأ أن العمل غير الاناتي يحب أن لا يعود بفائدة شخصية على من عمله فوقع في مغالطة المنفعة الشخصية..لذلك جوابي لك يوجد أعمال غير أنانية ولكن أشك بوجود أعمال تعود بالخير المطلق على الجميع.

ماذا لو كانت أفعال الخير دائماً تعود على الفاعل بخير ما؟ كالجزاء بعد الموت، السمعة الجيّدة أو حتى الشعور بالرضا عن النفس، هل يمكن لهذه الأفعال أن تكون غير أنانيّة بالمطلق؟

المهم .. كنت اقول مثلا انا وانا اقرأ قصص الصحابه .. ارى العجب العجاب .. اشياء لا تكاد تراها في هذا العالم الرأسمالي الاناني النفعوي المادي .. وليس هناك مجال للتمثيل او المصلحه في هذه الاخلاق فاخلاقهم تلك برزت حتى عند الموت! اخلاق صاف يعني.

أعتقد أنّ أفعال الصحابة هي نفعويّة أيضاً حيث يُرجى منها جزاءاً كبيراً بعد الموت و يُدرء بها عذابٌ جهنّم.

هذه الاخلاق بالتأكيد المرجو منها خير او فائده .. ولكن ليس بيننا ولا في عالمنا ولا في الطريقة التي نفهمها تحت قوانين هذه الدنيا! بل الاخلاق بطبيعتها تعترف بوجود عالم آخر ووجود اهم من وجود الانسان المادي وحده اي ان الدافع للفعل الاخلاقي من وجه نظري هو حتما الايمان بعالم اخر يحمل قوانين مختلفه.

مع أنّ أفعال الخير لدى الإنسان المتديّن قد برجى منها فائدة دنيويّة أيضاً (كالرزق القادم من الإله أو البركة في الصحّة) إلّا أن ما تقولينه صحيح نوعاً ما، إذا ما كنّا نتحدث عن الأنانيّة في عالمنا نحن فيمكن وصف الكثير من أفعال الأشخاص المتدينيين بأنّها أفعال غير أنانيّة.

الاخلاق تقول ان لا افعل لان القتل خطأ وجريمه .. ان اخترت الثانية فانا حتما اخلاقي مضروبة =))

إن اختار الشخص الذي يعتقد بأنّ القتل جريمة الخيار الأول فسينتهي به الحال مُنتحراً أو مُصاباً بمرض نفسي ما نتيجة الشعور بالذنب طيلة حياته.

لا أعتقد أنّ هناك حالة يفعل فها شخصٌ ما خيراً بدون أن يحصل على منفعة نفسيّة أو حتى ماديّة، كون ذلك الفعل كان من أجل الحصول على تلك المنفعة أم لا هو سؤالٌ آخر