القصة طويلة نوعاً ما، تحمل معي، سأقنعك تماماً.
حسناً، قصتي تبدأ قبل سبعة أشهر تماماً عندما خرجت من سوريا إلى تركيا لأبدأ حياتي من جديد، التطلعات والآمال والابتسامة البلهاء كانت ما تزال على وجهي حينها، حتى أثناء شرائي لذلك الخط الملعون الذي عنده بدأ كل شيء
في كابينة صغيرة في مطار صبيحة في اسطنبول، موظف تركي لشركة تركسيل، يشعر بالنعاس وربما كان نصف نائم حينها "لا ألوم ذلك المتكاسل، الساعة تخطت الثالثة صباحاً، ولا أحد غيره في المطار" يأخذ جواز سفري ويقوم بتصويره ثم يتأمل وجهي، لم أعلم ما الذي يريده، سرعان ما تبين لي أنه ينتظر باقي المسافرين الذين يرغبون بالشراء كي يخدمنا مرة واحدة ثم يجلس لبقية اليوم، وهنا حلت المصيبة، أخطأ الموظف المصون بين الخط المسجل باسمي والخط المسجل باسم الشخص الواقف بجانبي، لم أدر بهذا الخطأ سوى قبل عدة ساعات اليوم، عندما بدأت المصائب تتكاثر بالانشطار.
دخولي للمطار كان في اليوم الأول من عام 2016، لحظة تفعيل القرار المقتضي بدفع كل من يرغب الاقامة ما يقارب ال400$ لاستصدار الاقامة، وهذا مجرد موضوع جانبي للنحس الرئيسي في هذا الموضوع.
اليوم صباحاً لاحظت انخفاض الرصيد تلقائيا في جسابي، بحثت عن الامر، الموضوع كان أن الشركة فعلت ميزات اجبارية عند شراء الخط، وكل ميزة تكلف القليل، ولكن جميعها معا تستهلك بشكل جنوني، فتحت اعدادات الحساب، بدات بتعطيل الميزات، وفجأة، توقف الانترنت عن العمل...
الظاهر أن الشركة "المصونة أيضاً" جعلت إيقاف الحساب بسهولة تحريك سلايدر من اليمين الى اليسار، نعم، واعادة التفعيل ليست مستحيلة عادة، ولكن كون ذلك الموظف الرائع قد أخطأ باسمي، ومعلوماتي، كل ما استطاعت الشركة تقديمه لي هو "الاعتذار" و "نحن لا نملك شيئاً بيدنا لنفعله لك" الموضوع "بحاجة لجواز السفر الخاص بصاحب الخط" وكيف لي أن أحفظ معلومات شخص لا أدري أصلا من هو.
هنا النحس الحقيقي، منذ يومين انهيت التسجيل في الجامعات في تركيا، جميع الجامعات تطلب رقم الهاتف لتسجيل الطالب في النظام، حسناً ربما الجامعات التي لا يمكنك تعديل معلوماتك فيها ليست نهاية العالم، ربما أبالغ في ردة فعلي... ولكن حسابي في البنك مرتبط أيضا بالهاتف المحمول، وفي كل عملية أريد القيام بها يجب أن تصلني رسالة أمان من البنك كي أتحقق من العملية... حسناً هناك بطاقة البنك التي من الممكن أن أسحب من خلالها بينما اعدل معلوماتي... ولكن لحظة، علي الدخول الى الإنترنت أولا فلدي الأطنان من العمل الذي علي انهاؤه، ولكن لا استطيع ذلك، صحيح، لقد دفعت ثمن باقة الانترنت البارحة، ولكن خطي مغلق، لا انترنت، لا رسائل، لا اتصالات...
صبرت وربطت على فمي حجرة، رقبتي حجرتان، وبطني مئة وعشرون حجرة... اشتريت خطاً جديداً، انفقت ما ادخرته طوال شهرين من العمل كصبي الشاي، و جلست على درج البناء لاندب حظي في الساعة الثانية ليلا بعد ان مللت المحاولة، الرد كان، 17 لدغة بعوضة بحجم الليرة التركية...
غداً؟ لا أدري ربما سأطرد من المنزل؟
حوادث متفرقة:
عندما قررت القدوم لتركيا، حدث انفجار في ذات المطار الذي حجزت طيارتي اليه
الرحلة التي قدمت فيها كانت اخر رحلة من سوريا قبل قرار الفيزا
قبل عملي كصبي الشاي كنت قد عملت في مكتب هندسي "صبي شاي ولكن باحترام مهندس"... المكتب أغلق بعد شهر من بداية عملي
وفي النهاية، عندما بدأت العمل بشكل جدي على الانترنت، تم حظر paypal في تركيا
التعليقات