بالطبع العمل على الانترنت يحتاج الى جهد ووقت طويل وتركيز... لكن كيف يمكننا جدولة أوقاتنا لنجد فراغ للترفيه عن أنفسنا مع المحافضة على المردود؟
ماهي الحلول للعزلة الإجتماعية الناتجة عن العمل على الإنترنت
كانت نصيحة أخي لي قبل عدة أيام، أن أعمل من بعد الفجر إلى قبل الظهيرة على مشروعي الأساسي، وأترك باقي اليوم لأمارس أشياء أخرى، وأتعلم تقنيات جديدة، واقرأ في مجالات مختلفة، أو حتى أبتعد عن اللابتوب والإنترنت لأنقل تركيزي كاملاً إلى شيء آخر تماماً ..
وجدت النصيحة كالماء الذي يطفئ ناراً تحرقني من الداخل، كنتُ أعمل سائر اليوم من الصباح حتى المساء على مشروع معين، وأتعب بشدة، ولا أنجز كثيراً .. وفي نهاية يوم لا أرضى عن نفسي .. وأستيقظ في اليوم التالي على نفس الوتيرة، وبعد فترة أجد نفسي متأخراً في مجالاتٍ أخرى .. ويزداد عدم رضاي عن نفسي .. وهكذا .. أعمل كالآلة .. إلى أن يحدث لي Crash !
كأن الأوهام كانت تلاحقني وتقول لي: كلما زادت ساعات عملك كلما أنتجت أكثر، والحقيقة أننا نحن البشر لسنا آلات تعمل على نظام واحد، نحن أكثر تعقيداً من ذلك، ونحتاج إلى وقت راحة، وتغيير .. حتى في أقسى الظروف .. الراحة راحة ولا مجال للعمل .. وساعة واحدة من العمل بتركيز وروّية، تغني عن الكثير تحت الضغط والتشتيت ..
الملخص: ضع حدوداً لنفسك .. تعمل أفضل .. وتنتج أكثر ..
أنا الآن أخطو خطواتي الأولى في البرمجة، ولكن لي خبرات في مجالات أخى في العمل الحرّ، وأريد أن أقدّم ثلاث "عناوين" لنصائح قد تفيد الكثيرين :
1- تأجيل الأعمال المنظّم (Structured procrastination) : هي حقيقة يمكن تلخيصها في التّالي : "كلّ شخص بإمكانه إنجاز كمّ هائل من الأعمال، شرط أن تكون هذه الأعمال أقلّ أهميّة من عمل آخر يجب عليه القيام به"، وللإستفادة من هذه العادة السيّئة، يقتضي على المماطل أن يملأ وقته بأعمال ذات فائدة إلّا أنها تقع في المرتبة الثانية أو ما بعدها من أولويّاته، كأن يخصّص وقتا للعائلة والفسحة والأصدقاء، فهذا شيء مهم إلّا أننا لا نعتبره الأهم.
2- طريقة الطّماطم (Pomodoro technic): طريقة تقتضي بتقسيم وقت العمل إلى أوقات صغيرة متساوية تتخلّلها فترات راحة قصيرة، مثلا : بين كلّ 25 د(أو أكثر بقليل) من العمل، إرتح 5 د، وقد بيّنت هذه الطّريقة زيادة إنتاجيّة الفرد، وغالبا ما أشبّهها بالدّقائق الأخيرة من الإمتحانات المدرسيّة، فقد لا نكتب أو نحلّ الشّيء الكثير أثناء وقت الإمتحان الطّويل، إلّا أن علمنا بأنه لم يتبقّ لدينا الكثير من الوقت يدفعنا لإنتاجيّة أكبر، وغالبا ما يكون ذلك الضّغط إيجابيا، كما بيّنت دراسة أمريكيّة أنّ هذه الطّريقة قد تجعل قدرتك الإنتاجيّة في اليوم الواحد تساوي أسبوعا من العمل الروتينيّ والطّويل، الذّي يشعرك دائما بأن لديك المزيد من الوقت.
3- قانون باركنسون (Parkinson's law) : باختصار، يشبّه هذا القانون الأعمال بخاصيّة من خواص الغازّات، وهي أنّ هذه الأخيرة تنتشر في المساحة المتاحة لها، مهما كبرت أو صغرت، أيّ أن الأعمال التي يجب عليك إنجازها، تأخذ منك الوقت الّذي تسمح لها بأخذه، وفي هذا الباب تجارب كثيرة.
هذه بعض العناوين، يمكنكم البحث فيها للتّوسّع في الموضوع. بالتّوفيق للجميع.
التزم بساعات محددة من العمل بشكل يومي لنقل 7 صباحاً الى 1 ظهراً
بعد هذا انسى كل شي ولا حتى تفكر في حل مشكلة برمجية او ما شابه - الى غاية اليوم الثاني
التعليقات