هناك من يرهقه الجوع وهناك من يرهقه الاختيار من كثرة أصناف الطعام، وما بين هذا وذاك ثمة فئة نوعاً ما تحظى بالأمان وتمتلك قوت يومها.

في أكثر من مدينة أو قرية أذهب إليها بحكم عملي أبصر هذه الظاهرة بوضوح شديد، بين من يلقي بالطعام في القمامة ومن يجمع الطعام من نفس القمامة وكأننا فقدنا الشعور تماماً.

أسأل نفسي ألا يعلم من يلقي الطعام بالقمامة أن في القرية فقراء ؟ أم أنهم يعلمون لكن لا يبالي أحدهم بغيره.

نحن تحولنا إلى نسخ وحشية لا تراعي الغير حتى في أبسط الاحتياجات وكأننا نعيش داخل غابة قانونها البقاء لمن يقدر على البقاء فقط.

فلماذا برأيكم فقد أغلبنا الشعور بغيره وأصبحنا لا نبالي إلا بسد حاجتنا فقط ؟