كان يُنظر إلى محو الأمية في العقود القليلة التي سبقت نهاية القرن الماضي، على أنها الأداة الرئيسة للقضاء على الفقر على المدى الطويل، وعلى أنها من متطلبات الحد الأدنى لأي مجتمع يسعى نحو تحسين اقتصاده، والحصول على فرص متساوية للمنافسة على المستوى العالمي.
وفي وقت ما تزال فيه كثير من الحكومات العربية تصارع مسألة محو الأمية بمفهومها التقليدي، برز واقع جديد حمل معه مفاهيم جديدة للأمية تتجاوز مفهوم الجهل بالقراءة والكتابة، مما رفع -بشكل دراماتيكي- مستوى الصعوبات أمام البلدان النامية للحاق بالبلدان المتقدمة.
يتطلب القرن الحادي والعشرين مهارات عديدة أهمها: القدرة على تحديد المعلومات التي نحتاج إليها، وتحديد طريقة الحصول عليها، وتقييمها، ومن ثم استخدامها بفعالية لمعالجة قضية أو حل مشكلة. ويطلق على غياب هذه المهارات "الأمية المعلوماتية".
ويتطلب عالم اليوم أيضا مهارات التفكير النقدي والابتكار والتعلم الذاتي المستدام، ويطلق على غياب هذه المهارات "الأمية المعرفية".
تتزايد أعداد من يمتلكون مهارات الحاسوب والإنترنت في العالم العربي باستمرار، لكنها لا تزال أدنى بكثير من مثيلاتها في البلدان المتقدمة، بل ما زال معدل الأمية التقليدية مرتفعا في بعض الدول العربية، مما يشكل هدرا كبيرا للموارد البشرية.
في نظرك...هل نحن أمام وحش مفترس؟
التعليقات