بدايةً، أريد الإشارة إلى أني لست طبيباً نفسياً وهذه المساهمة التي اكتبها إنما هي من مقالات قرأتها بالإضافة لبعض القصص التي سمعتها لأشخاص يعرفون آخرين مصابين به.. وإنطلاقاً من إعتقادي بأهمية هذا الموضوع رأيت وجوب التحدث عنه وإن لم املك الخبرة الكافية.
الوسواس القهري قد يكون عبارة عن وساوس فقط كأفكار غير مرغوب فيها عن ايذاء نفسك او الآخرين، وقد يكون عبارةً عن مجرد أفعال قهرية كالتأكد من الباب مراراً وتكراراً او غسل اليدين حتى يصبح الجلد مؤلمًا نتيجة شدة فرك اليدين، وغيره..
سبب الاصابة بهذه الوساوس لا يزال غير مفهوم كلياً، لكن توجد نظريات، فقد يكون السبب هو التغير الذي يحدث في الجسد والدماغ، خاصة في المراحل الانتقالية مثل المراهقة او الشباب وقد يصيب من بمرحلة الطفولة..
وقد يكون السبب وراثياً فقد تكون هناك جينات مسؤولة عن هذا ولكن لا يزال لا يوجد تأكيد على هذه النظرية، واخيراً قد يكون يتم اكتساب هذا الوسواس بالتعلم.. مثل مشاهدة احد افراد العائلة مصاباً..
علماً بأني أعرف شخصاً أصيب به رغم عدم وجود احد من عائلته او اصدقائه مصاب به.
ويجب علي ذكر بأن محاولة الوصول للكمال او السعي لإنجاز شيء بشكل مثالي او الرغبة في ترتيب كل شيء باتجاه معين ليس دائماً وسواساً.
والأفعال الوسواسية القهرية هي سلوكيات تكرارية تشعر أنك مدفوع و مرغم على فعلها، والتي تعطي لصاحبها نوعاً من الراحة من القلق، وقد يسأل بعضكم كيف لسلوك وسواسي مرضي أن يجلب الراحة؟
يجب عليك أن تعرف يا عزيزي القارئ أن المصاب الوسواس القهري غالباً يكون لديه تخوف من شيء ما، ومن أعراض الوسواس القهري تحديداً الافعال القهرية هو المبالغة في التأكد، او العد، او إتباع روتين صارم لفعل شيء معين..
فهو ربما يخاف أن يكون نسي ان يغسل عضواً من اعضاء الوضوء.. فيعيد الوضوء من البداية!
او ان يخطئ في ركن من اركان الصلاة.. فيعيد الصلاة مرةً أخرى وأخرى!
وقد يكون الشخص قد احسن الوضوء لكنه بسبب هذا الوسواس يشعر بالقلق والتوتر حتى يشعر انه مجبر على ان يعيد الوضوء فيعيده، وهذا ماهو الا مثال على نوع هذه السلوكيات التكرارية..
ذات مرة اخبرني احد معارفي بأنه يعرف أشخاصاً يعانون من الوسواس القهري المتعلق بالوضوء، فيقول أن أحدهم بقي يحاول التوضأ لصلاة الظهر ولم يتوقف حتى دخل وقت صلاة المغرب!
نسأل الله أن يشفي كل مصاب به وكل مرضى المسلمين وان يقينا شر هذه الامراض..
أخيراً، إن كنت مصاباً بالوسواس او تعرف أحد المصابين به، فأنا أنصح بقراءة كتاب عبدالله المحيميد عن الوسواس القهري ومتابعة قناته على اليوتيوب، فهي قناة مفيدة والتي يندر أن تجد مثلها والكثير من الناس إستطاعوا التغلب على هذا المرض بفضل الله ثم بفضل هذا الرجل..
في الختام أتمنى ان اكون وفقت لطرح هذه المسألة الهامة، واعتذر إن اخطأت، وكثير من المعلومات التي اخذتها تعود لموقع MayoClinic.
التعليقات