مَن مِنا لا يخطئ؟! جميعنا لنا أخطائنا البسيطة، والقاتلة! تلك التى تعلمنا منها، وتلك التى نسيناها، وتلك التى تركت أثرها علينا فى صورة ندوب حتى لا ننسى أبداً.

الخطأ، والوقوع فى الذنب أمر فطرى، لكن ماذا إن كررنا أخطائنا؟ ماذا إن رغبنا فى تكرار أخطائنا متعمدين؟!

حتى أصبح الأمر ليس خطئاً عابراً؟!

هذا ما أشار إليه د. محمد طه فى كتابه الخروج عن النص حيث عرف ذلك بكونه تكراراً قهرياً!

ما هو التكرار القهرى؟

هو ميل، ونزعة شديدة لتكرار بعض التجارب المؤلمة، وقد لاحظ علماء النفس، والمعالجين النفسيين بداية من فرويد حتى الآن وجود ذلك الأمر فى بعض الأشخاص!

مثلاً حينما يتعرض أحدهم لتجربة سيئة ثم يقوم بعدها بتهيئ كل الظروف، والاحداث، والأشخاص (سواء كانوا نفس الأشخاص، أو مشابهين لهم)

أسباب التكرار القهرى:

١. رغبة الشخص فى عيش نفس السيناريو مرة أخرى حتى يُنهيه نهاية سعيدة.

٢. رغبة الشخص فى تكرار التجربة حتى يشعر بالسيطرة، وأن الأمور محض إرادته. وبذلك يعوض شعور الضعف، والانكسار الذى شعر بها فى التجربة السابقة ذلك أن الأحداث حدثت رغم أنفه!

٤. الرغبة أن يصبح جانياً، وليس ضحية، وكأنه يتقمص دور الشخص الذى تسبب فى جعله يعيش التجربة السيئة.

٥. الرغبة فى تكرار الألم، وكأن الشخص يُعاقب نفسه. وذلك نتيجة الشعور بالذنب الذى يراوده حيث يشعر أنه هو مَن أودى لنفسه لتلك التجربة، وساعد الجانى مثل ضحايا الاغتصاب.

لذلك حينما نضع أنفسنا فى تلك التجربة مرة، أو مرات أخرى يقع عاتق المسئولسة علينا نحنُ، ولا حل هنا سوى التوقف، والاستعانة بالعلاج النفسى.

ماذا عنكَ هل التقيت أشخاصاً يعانون من التكرار القهرى؟

برأيك، كيف نتعامل مع فترات ما بعد الخطأ حتى نتجنب الاتجاه للتكرار القهرى؟