"احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة" إلى أي حد تتفق مع هذه المقولة؟ ولماذا؟ وهل بالفعل تعمل بها؟ وهل مرت عليك تجربة أكدت لك صدق المقولة؟
احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.
بناءا على ما مررت به فأنا أتفق مع المقولة ربما بنسبة 60 بالمئة.. حتى أصبحت مكانة الشخص بالنسبة الي يمكن أن تتغير بين ثانية وأختها دون أن أتأثر، وهذا كان ضريبته بعض التجارب الماضية.. لكن
فالعدو واضح في نواياه بينما الصديق يختفي كالحرباء تحت زي الود
عندما يتعرض الأنسان للغدر من الصديق في أكثر من تجربة، أكيد يفقد الثقة في الصداقة، ويأخذ الحيطة والحدر في علاقاته، ويُبقي على مسافة بينه وبين أصدقائه.
فالعدو واضح في نواياه بينما الصديق يختفي كالحرباء تحت زي الود
مع العدو يكون اللعب مكشوفا وكل واحد يحتاط من الضربة التي قد تأتي من غريمه، أما الصديق (غير الأمين) فيؤمن جانبه، ولن يتخذ المرء أي حذر منه، حتى تنزل عليه الضربة من حيث لا يدري.
أتفق معها، لأن المقصود بها أن العدو معروف عداوته، وبالتالي نتخذ احتياطاتنا منه تلقائيًا. أما الصديق فهو ليس مظنة الإساءة، وبالتالي نعطيه الأمان بلا حدود، فجاءت هذه المقولة لتحذرنا من الأصدقاء خبيثي النفوس، وبالغت في الحذر من الصديق دون العدو، لأن الحذر من الصديق صعب ومرهق ومتعب، أما العدو فالحذر منه سهل وميسور.
أذكر هنا قول سيدنا علي رضي الله عنه: أحبب صديقك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما. وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون صديقك يوما ما.
ليست معبرة بطريقة مباشرة عن المقولة، وإنما تتفق معها في عدم إعطاء الأمان الكامل للصديق.
"احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة"
يشهد لصدق هذه المقولة التاريخ، فالدول والحركات والأحزاب لم تُؤت إلا من قِبل أعضائها. ومشهور زرع الجواسيس على مدار التاريخ، والجاسوس يدخل من باب الصداقة والود والحرص على المصلحة.
لأن الحذر من الصديق صعب ومرهق ومتعب، أما العدو فالحذر منه سهل وميسور.
لهذا الأجدى لنا ألا ننفتح على الأصدقاء كل الانفتاح، ونبوح بأسرارنا ونكشف عن نقط ضعفنا وقوتنا لهم، يجب أن نحافظ على بعض خصوصيتنا لأنفسنا، لانه قد لا تدوم الصداقة وينقلب الصديق علينا، و يكون سهلا عليه مهاجمتنا لمعرفته بتفاصيل حياتنا.
إذا كنا نحسن اختيار أصدقائنا بعناية من البداية وبنوع من التعقل لن نحتاج للحذر وكأننا نخشى في وقت ما أن يُغدر بنا فجأة، فأنا مثلا أشاهد نوع من الأشخاص معروف بكثرة الكلام، لا يكاد يقابل شخص ما ويتعرف عليه لأول مرة فيبادر بسرد قصة حياته من لحظة مولده! لمجرد أنه تحدث دقيقتين وضحكوا معا قليلا فهكذا أصبحوا أصدقاء! كنت قد سمعت بمفهوم "حميمية الصداقة" والتي تعني الصداقة ذات الرابط القوي جدا، والتي من المفترض أن تتشكل مع الوقت والمواقف تماما كما تختار أو تختبر شريك حياتك، من المفترض أن يمر الأصدقاء بهذه الاختبارات التي توضعها الحياة لكلا الأطراف، وبناء على هذا ومع تجاوز كل مرحلة بسلام تبدأ بعض الميزات الجديدة للصداقة أن تُمنح، فميزات كمشاركة الأسرار أو دخول البيوت أو السفر والمبيت معا، مشاركة الأشياء، الدعم والمساندة في كل المواقف هذه كلها ميزات يجب أن تمنح بالتدريج كلما تعرفنا أكثر مع الشخص وأمنا له.
إذا كنا نحسن اختيار أصدقائنا بعناية من البداية وبنوع من التعقل لن نحتاج للحذر وكأننا نخشى في وقت ما أن يُغدر بنا فجأة،
حتى في هذه الحالة، أفضل أن نبقي على بعض التحفظ في العلاقات، لأنها متغيرة، وغالبا لا تصمد أمام التحديات الحياتية.
وهذا ليس سوء نية منا، بل حذر مشروع ومطلوب.
يقول المثل فيما معناه : الحرص أنجع من التخوين.
عبارة ((حقيقية للغاية)) وهي قاعدة ثابتة لها شواذ .. بحكم تجربتي السابقة بالأخص في فترة المراهقة تحول صديقي المقرب لشخص عند إختلافنا الشديد يحاول أبتزازي بما يعرف ، وصديق مقرب آخر قام بالفعل بإفشاء أسراري وعيوبي ، وآخر يتأمر علي ، وآخر يتقرب مني فقط لمحاولة إيجاد وسيلة مناسبة لإيذائي ، وآخر قام بخيانتي مع حبيبتي (( وكل هؤلاء كان يطلق عليهم في مرحلة من المراحل : أصدقاء)) حتى أن هناك واحد أو أثنين منهم كنت أظنهم أصدقاء للعمر بأكمله !.. لذا أعمل بها نعم .. لدي أصدقاء نعم (( ولكن لا أشاركهم أي نوع من الأسرار أو تفاصيل خاصة بحياتي الشخصية)).
هناك مقولة كانت في مسلسل المعاقب ( عندما ينقلب الصديق إلى عدو فإنه يكون الأكثر قدرة على تدميرك والاكثر امتلاكا لدوافع الكراهية والعداوة) أنا لم اجرب ذلك ولا أحمل كراهية لأحد ولم يسبق أن وجه أحد عداوته لي ولكن أرى المقولة واقعية وصادقة للغاية.
التعليقات