لا يستطع بعض الأزواج، - خاصة بالماضي ليس البعيد، بل القريب - نداء شركائهم بأسمائهم، مهما تآلفوا وعاشوا تحت سقف واحد، فقد ينادي كل منهما شريكه بالحاح (الحاجة) أو الشريف (الشريفة) أوغير ذلك، لماذا هل هو خجل؟ أم هو نوع من الاحترام؟ أم شكل من أشكال التستر والحشمة من ذكر إسم الطرف الآخر؟ أم هناك سبب عميق يمنع الشريكين من تلفظ اسم شريكه؟
لماذا يخجل بعض الأزواج من مناداة شركائهم بأسمائهم؟
كانت هذه الألقاب تُستخدم أمام الناس فقط، كنوع من الحشمة والغيرة على حرمته.
أما بين الأولاد والأحفاد فكان هناك نوع من الاحترام الذي يبذله الطرفان لبعضهما، مثل: يا أم فلان أو يا حاجة، كنوع من التوقير الذي يجعل الأولاد والأحفاد يحترمونها ولا يتطاولون عليها.
أما فيما بينهما فكانت الأمور أسهل من ذلك، بل كانا يستخدمان (دلع الأسماء) وليس الأسماء الحقيقية فقط.
إذا فاضلنا بين ذلك الزمان والزمان الذي نعيش فيه، أيهما أفضل في هذه النقطة؟
أما فيما بينهما فكانت الأمور أسهل من ذلك، بل كانا يستخدمان (دلع الأسماء) وليس الأسماء الحقيقية فقط
إذا كان الأمر كذلك فلا بأس، ولكن في بعض الأحيان يتجاوزان هذا الحد، فيعجز الشريكان عن المناداة لبعضيهما.
إذا فاضلنا بين ذلك الزمان والزمان الذي نعيش فيه، أيهما أفضل في هذه النقطة؟
في هذه النقطة، أفضل زماننا الحالي، بحيث ينادي الشريك على شريكه باسمه، هو في حد ذاته احترام للآخر، وتأسيس للألفة والتقارب بدون كلفة.
إنه مزيج من احترام وخجل (نظرا لطبيعة الزواج التقليدي) والخصوصية كذلك، ومع ذلك يبدو لي أن أصولها ضاربة في الأعماق، أبعد من مجرد كونه خجلًا أو احترامًا ظاهرًا، ربما راجع الى الثقافات القديمة وتقاليد المجتمع، حيث كان يُعتبر إظهار اسم الزوجة،الاخت والام.. أمام الآخرين نوعًا من الكشف عن جانب خاص وحميم، ولعلّ هذا يضفي غطاءً من الحشمة والاحتشام، والتعود جعلهم ربما يستعملون هذه الألقاب حتى عند كونهم بمفردهم،.. وأنواع اخرى من الالقاب (منتشرة في الجيل الجديد أكثر) من مبدأ الدلع لا أكثر.
يبدو لي أن أصولها ضاربة في الأعماق، أبعد من مجرد كونه خجلًا أو احترامًا ظاهرًا، ربما راجع الى الثقافات القديمة وتقاليد المجتمع، حيث كان يُعتبر إظهار اسم الزوجة، الاخت والام.. أمام الآخرين نوعًا من الكشف عن جانب خاص وحميم.
أتفق معك، الأمر يتعدى الخجل أو الاحترام، إلى إحساس عميق يدخل في التكوين النفسي خا صة بالنسبة للرجل الشرقي، بضرورة حماية الأنثى والتستر عليها والغيرة عليها، لدرجة عدم ذكر اسمها أمام الغير، إلى أن تحول مع الوقت وبعض المغالاة، إلى تقليد راسخ يمنع تلفظ اسم الزوجة، حتى لما يكونان بمفردهما، أما عن المرأة فهي تتلافى ذكر إسم زوجها إيمانا منها بحسب تربيتها، أنه يمثل الاحترام والتوقير له، والحشمة والأدب لها.
بالإضافة لما أشار إليه الزملاء من أسباب أتفق معها،فأنا أعتقد أنها مجرد عادة قديمة انتشرت بدون سبب واضح في زمنها وتوارثتها الأجيال حتى أصبحوا يرددوها دون وعي وبتلقائية وهم لا يعرفون حتى لماذا بالفعل لا ينادون الأسماء الحقيقية وكفى، وهناك أيضا من يعتبر مناداة اسم المرأة عيب، فتجديه يقول "الجماعة" مثلا، وحتى الأولاد إذا تم سؤالهم عن اسم والدتهم يتخوفون بأن يكون القصد هو إهانة لها ولهم، ولا أعلم حقيقة من زرع تلك الأفكار ونشرها حتى يصبح اسم الأم أو المرأة بشكل عام وكأنه سبة.
وحتى الأولاد إذا تم سؤالهم عن اسم والدتهم يتخوفون بأن يكون القصد هو إهانة لها ولهم، ولا أعلم حقيقة من زرع تلك الأفكار ونشرها حتى يصبح اسم الأم أو المرأة بشكل عام وكأنه سبة.
هذا مَرَدُّهُ إلى التربية والتنشئة، التى لا تحاول تنقية التقاليد من الشوائب وإزلتها، والحفاظ على الجوانب المضيئة منها، وتطويرها دائما للأحسن وما يجاري العصر.
أعتقد انها عادات إجتماعية ليس اكثر، وبدأت تقل في الجيل الجديد، لا أعتقد أنها خجل، لدينا أقارب في الريف المصري ويستخدمون أسماء زوجاتهم بطريقة عادية جدا.
ربما ذلك راجع لكون الزوجين يعرفان بعضهما قبل الزواج، من نفس القرية مثلا.. لكن عندما يتزوج شخصان لايعرفان بعضهماو وفقا للعادات التقليدية كذلك ربما يكون الخجل أحد الأسباب أيضا في هذه الحالة، لكنه ليس السبب الوحيد والأساسي طبعا..
العادات والتقاليد الذكورية التي تربط كيان المرأة بكيان الذكر من عائلتها، فتنتج عنها عادات أغبى، باختصار.
تصرف غريب للغاية في مصر يقولون ( المدام أو الجماعة) رغم أننا سننادى باسم الأم بعد ذلك، أين المغري في الاسم حتى أخاف أن يسمعه الآخرين.
أظنها غيرة مبالغ بها وتم توارثها مع الوقت، حتى اصبحت طبع يتبناه معظمنا ومن بينهم من لا يعرف سببه.
هذا يرجع غالبًا إلى انعكاس لثقافة اجتماعية معينة كانت تربط المرأة بحدود صارمة في التعبير عن وجودها، حتى في أبسط الأمور كاسمها. هذه العادة تعكس نظامًا يرى في ذكر اسم المرأة علانية نوعًا من الانكشاف غير المبرر، مما يقلل من فرديتها وكيانها كشخص مستقل.
وإذا كان المناداة بلقب مثل "الحاجة" أو "الشريفة" يُفسر كاحترام، فإن هذا الاحترام يجب أن يمتد ليشمل الاعتراف باسمها كجزء أساسي من هويتها. الاحترام الحقيقي لا يعني التستر أو الحشمة الزائدة التي تضع المرأة في إطار الضمنية، بل الاعتراف بها كاملة في شخصها وهويتها.
والسؤال هنا: هل يمكن أن يتحول هذا النمط الاجتماعي إلى تقدير حقيقي يعزز قيمة المرأة دون الحاجة لتجنب اسمها؟ وهل نحن مستعدون لكسر هذه الأنماط القديمة والاعتراف بالمرأة ككيان مستقل بشكل كامل؟
التعليقات