الكل يتحدث في مشاكل المرتبطين عن عنف جنسي؛ عنف جسدي؛ عنف لفظي، وعنف اقتصادي باعتبارها أسوء أنواع التعنيف، لكن لا أحد يتحدث عن عنف أخطر من كل هذه الأنواع وهو العنف الإداري، فماهو؟

العنف الإداري باختصار هو احتكار سلطة المعرفة، حيث يعمل الزوج المتسلط على إخفاء الأخبار والمعلومات المهمة عن الزوجة، فتبقى المرأة خائفة وتائهة ومنكمشة على نفسها دون قدرة على التطور أو تحقيق أي تقدم بدونه، فتقفد الثقة في نفسها، وتزداد تشبثا به، وإذا أرادت أن تعرف شيء، يعطيها معلومة قطرة قطرة، وإذا أرادت أن تستعلم لوحدها أو تبحث عن مصادر أخرى للمعلومة، يقوم بتهديدها وتخويفها.

من أشكال العنف الإداري بين الأزواج أيضا، أن يخفي أحد الطرفين الذي بيده السلطة وعادة ما يكون الزوج، يخفي مستندات أو أوراق مهمة عن الشريكة أو يرفض إمضاء ورقة مهمة ويتعبها للحصول عليها وهي من أبسط حقوقها، يحدث هذا كثيرا في أوراق الملكية أو المواريث أو حتى في الطلاق.

هذا النوع من العنف يقوم بتثبيت السلطة في يد أحد الشركاء من خلال إذلال وتجهيل الأخر لكي لا يتطلع إلى السلطة هو الأخر، فتجريد الشريك من الإمتيازات القانونية في تلك الأوراق وتجريده من قوة المعرفة يجعل المتسلط متمكن من الآخر ويجعل الطرف الآخر مُحاصر ومهدور الطاقة دوما.