التأمل والاسترخاء له تأثير علينا فعلاً أم أنه وهم نخدع به أنفسنا بعد أن تم ترويجه لنا ؟

في الواقع أنا لست من هواة اليوجا والاستشفاء الروحي وما شابه ولا أعلم الكثير عن كيفية عملها، لكن من وجهة نظري، أظن أن الحياة، خصوصا في الوقت الحالي، قد أصبحت مزدحمة بالأحداث والمشاكل، وبالتالي فلا بد من أن يخلو المرء بنفسه بين الحين والآخر في مكان هادئ بعيدا عن ضجة الحياة. قد يكون الجلوس في حديقة هادئة مثلا بدون وجود الكثير من الضجيج من حولي هو كل ما أحتاج في بعض الأحيان لتصفية ذهني.

عن تجربة أرى أن التأمل والاسترخاء من أهم الأنشطة التي تؤثر بشكل إيجابي على صحتنا، فعند ممارسة التأمل أشعر بتحسن قدرتي على التفكير وكأن ذهني أصبح صافيًا تمامًا، كما يقل شعوري بالقلق والتوتر ويتحسن مزاجي العام، ولا يمكننا تجاهل الكثير من الدراسات الموثوقة التي أثبتت تأثير التأمل والاسترخاء الرائع على صحة العقل والجسم، ولكن المشكلة تكمن في أن الجميع يرغب في الحصول على نتائج فورية ملموسة، وبالتأكيد لن نلاحظ التأثير الإيجابي للتأمل على صحتنا إلا بعد أن نداوم على ممارسته.

على العكس هو ليس وهما كل ما هنالك أنه ربما لا يكون لديك مكان محيط بك يمكنك أن تسترخي وتتأمل فيه، فما الضرر لو تذهب لمكان مع أشخاص يمكنهم أن يساعدوك على التأمل في بيئة مناسبة لهذا الأمر، مع بعض النصائح التي قد تكون تغفل عنها، بالتأكيد هذا ليس لكل الناس فلو كان الشخص لديه القدرة على الخلوة بنفسه والتأمل فهو ليس بحاجة إلى هذه الجلسات ولكن كما نقول ما هو مفيد لي ليس بالضرورة أن يكون مفيد ولك والعكس. أما عن أثره فالتأمل أصبح ضرورة من ضروريات الحياة في ظل كل هذه الضوضاء والسرعة التي حولنا يحتاج الإنسان إلى الراحة وتأمل حياته ويومه لكي يزيح عن نفسه هذا الحمل والضغوطات التي بعضها يكون لا مبرر ويساعد التأمل في التخلص منها.

ربما يكون لجلسات اليوجا تأثير حقيقي على النفس البشرية، وقد يهدئ من الأعصاب والتوتر بشمل كبير، لكن أعتقد أن التأمل عبارة عن مخدر مؤقت فور الإنتهاء من التأمل يرجع الدماغ للانشغال بالمشاكل مرة أخرى، لذا لا اعتقد أن جلسات التأمل والإسترخاء حل مثالي لمشاكلنا أو لتقليل التوتر والعصبية.

لا أحب ان أتبع تلك الموجة التي يتم الترويج لها، ربما يكون لتلك الأنشطة تكنيك معين في تنفيذها لكني لم أجربها بالفعل.

لكني لا أنكر أثر الاسترخاء وفترات الراحة على نشاطي اليومي، ويمكنني أن أحصل على هذا الشعور بالجلوس ومشاهدة البحر أو مشاهدة المساحات الخضراء واستنشاق الهواء النقي بانتظام وببطء، لا يوجد ميكانيزم معين لكني أشعر بتحسن.