بسم الله الرحمن الرحيم

حين يطرح المرء فكرة على الناس فهو بين حالات ثلاث ، إمّا أن فكرته صحيحة بالتجربة أو من المسلّمات أو فيها نصٌ شرعي ثابت ، و إمّا أنها خاطئة تماما ، و إمّا أن الأمر متباين بين الناس و المجال فيه واسع .

الفكرة الصحيحة هي بيت القصيد فليس كل الناس يتقبّلها و يراها صحيحة ، فالناس فيها مختلفون فمنهم من يراها صحيحة و منهم من يردّها ليوافق هوًى في نفسه ، و منهم من يفنّدها لجهله و لمّا أقول الصحيحة يعني تلك الفكرة التي أجمع العاقلون من الناس على صحتها و وافقتها التجارب و أيدتها نصوص الوحي ، فترى الناس يختلفون فيها فكيف بتلك الفكرة التي تتباين فيها الآراء ، لكن بعض الناس ينكر الثابت و يخوض في الجدال و يصرّ على رأيه رغم تبيين الحقيقة له ، و من الناس من يدافع عن فكرته التي يراها صحيحة و لا يقبل نقاشًا في الموضوع فهو يدافع عن إعتقاده و مبدأه و لكن السؤال هل هي صحيحة حقًا ؟

فهل يا ترى نغيّر مفاهيمنا من أجل الناس ؟

و هل نطبّع ما كنّا ننكره لأن الزمن تغيّر ؟

و هل الأمور التي كانت ممنوعة في نفوسنا نجعلها مسموحة من أجل فلان و فلان ؟

و هل أصبحت أمورٌ مثل الغيرة و الشرف و الحياء تخضع للتصنيف ؟

عش وفق ما أمر به الله و إلتزم شرعه فهو منهاج المسلم و لا يضرك قلة السالكين ، و إستفد من أولي العقول و الألباب و ليّن جانبك لإخوانك مهما خالفوك فبالليّن تستعطف قلوبهم