كل عام وأنتم بخير.. كل سنة وانتوا طيبين.. عساكم من عواده..!

هكذا اعتدنا أن نهنئ بعضنا بمعظم بلداننا العربية، لكن عادة ما كان يصاحب تلك العبارات مظاهر متنوعة للاحتفال بالأعياد والمناسبات السعيدة، وهو ما نفتقده بشكل ملحوظ بوقتنا الحاضر..

وعندما تأملت تلك الحالة التي أصابت معظمنا، لاحظت أن ذلك يرجع لتطلع البعض الدائم نحو المستقبل والقلق بشأنه، لدرجة إهمال الحاضر وعدم الإكتراث لأي من مشتملاته، احتفالات كانت أو غيرها من المناسبات، أو حتى علاقات إجتماعية..

فلماذا لا نستمتع بكل ما نراه خلال رحلتنا بالحياة، خاصة أننا لا نضمن تعويض ذلك مستقبلا!

وهنا حضرني وصف عباس العقاد بسيرته الذاتية "أنا" لحالته المشابهة لذلك الوضع عندما قال:

"في العشرين كنت كالمسافر الموعود في رحلته بأمتع المناظر وأعجب المفاجآت، فلا يزال يعرض عما يراه لأنه دون ما كان ينتظر ويتخيل، ولا يزال مستهيناً بالحاضر أملاً فيما يليه... ويزهد فيما بين يديه ويتشوق لما بعده."!!

والآن أخبروني كيف تجددون دوافعكم للإحتفال والتفاعل مع مختلف المناسبات والأحداث المحيطة بكم؟!