من فترة وجيزة كنت جالساً على مقعد في أتوبيس عام. كنت مرهقاً بشدة ولم أكن أخذت قسطي من النوم. لاحظت رجلا مسنا يقف إلى جواري فنهضت له وشكرني.

في محطة تالية، صعد رجل آخر وكان مسنا أيضاً. كان يمسك بأطراف المقاعد وكنت انتظر أن ينهض له طالب من طلاب المدارس من الجيل الصغير ما بين الخامسة عشرة و الثامنة عشرة فلم يفعل أحد!

كنت واقفاً إلى جوار ذلك الشيخ المسن ولما لم يغادر أحدهم مكانه للشيخ الكبير قلت لأحدهم: ممكن تقوم وتقعد الحاج....! قال بكل صفاقة: أنا دافع مكان الكرسي ودا حقي!!! صعقني بإجابته وقال الشيخ: دعه يا بني.... الجيل دا جيل ضايع!!! هنا دار في ذهني الفارق ما بين : الحق والواجب الأخلاقي!! أنا لا أستطيع ان أجبر الشاب الصغير على القيام وفي ذات الوقت هذا حق مرعي بفعل العادات والتقاليد.

السؤال هنا: هل نميل إلى جانب الحق، حقي وحقك أم إلى جانب الأخلاق وعلى حساب حقوقنا؟!