أن تختار شريك حياتك لأنك تريده وليس لأنك تحتاج إليه

شاهدت قبل قليل تغريدة لشخص كان يشرح لطفله آيات قرآنية في إحدى ليالي الاعتكاف في شهر رمضان وعليها اقتباس في أهمية اختيار الرجل الصالح ووضع تربية أبنائه الصالحة في الاعتبار عند اختيار الشخص بالإضافة إلى عوامل أخرى، ومن هذا المنطق أرى أن الاختيار يجب أن يكون إرادة وليس مجرد، لو كان مجرد حاجة كان الأغلب تزوج بعد بلوغه السن القانوني للزواج.

أما بالنسبة للدوافع النفسية، فـ أرى الشعور بالأمان والثقة أهمها، إذا رأيت أنه شخص أستطيع الاتكاء عليه عندما تميل الحياة، عندما أواجه مشكلة أستطيع اللجوء له دون تردد أو خوف من أنه سيصدني أو يفهم موقفي بطريقة خاطئة، سأختار الشخص الذي أبنائي "الأمان رب ثم أب".

الأمر لايخلو من وجود مصلحة مشتركة

فيمكننا الجمع بين الإثنين .. الحاجة والإرادة

فوجود شريك حياة يلبي الكثير من الإحتياجات .. التي بدونها سيصبح التكامل صعبا

الدوافع النفسية لاختيار شريك الحياة تكون مبنية على معايير أخلاقية ودينية وثقافية وشخصية . فأما المعايير الأخلاقية فهي تتعلق بامتلاك الشريك الآخر القاعدة الأخلاقية الصلبة أي أن يكون خلوقا وآدميا كما نقولها بالفصحى. وبالنسبة للقاعدة الدينية فهي تتصل أصلا بالتلاقي الديني إذ أن الاختلاف غالبا ما يسبب خلافات على قاعدة " يلي متلنا تعوا لعنا". . وأخيرا وهو ما أعول عليه كثيرا في انتقاء شريك حياتي، أن يكون مثقفا. فلا أضعها شرطا أن يكون متعلما وحائزا على الدكتوراه ولكن أن يمتلك الرؤيا وبعد النظر وأن لا يكون سطحيا. يعني لديه آرائه المقنعة في فكرة الزواج والناحية التربوية في تربية الأولاد بالإضافة إلى إلمامه بالقضايا الحياتية اليومية والعملية. وأما بالنسبة للمعايير الشخصية فهي ترتبط بالسمات التي يحملها وأهمها الصدق والكرم وتحمل المسؤولية وقدرته على إدارة شؤون المنزل بفعالية.

وأما عن اختياري فأنا أبنيه بكل تأكيد على ما أريد أي على إرادتي واتخاذ القرار بكامل وعيي وقناعتي. وأما الحاجة فهي لا تناسبني بقرار هام مثل الزواج إذ أنها تقتصر على حاجات يتم سدادها وانتهى وهو ما لا يتناسب مع مفاهيم الزواج.

الاحتياج دائماً موجود ومستمر وهي صفة من الصفات الفطرية في الإنسان، ولا يوجد إنسان بلا حاجة.

والحاجات عند الإنسان تنقسم إلى حاجات رئيسية وحاجات فرعية أو ثانوية، ومن أهم الحاجات الأساسية هي الحاجات النفسية والعاطفية، فآدم عليه السلام كان يعيش في الجنة، لا ينقصه شيء مادي على الإطلاق، ولكن ظهرت حاجته الفطرية الإنسانية إلى شريك ومؤنس، فخلق الله له حواء من ضلعه الأيسر، لتكون له مؤنسة وشريكة.

فإذا كانت الحاجة التي يحتاجها الإنسان من شريك الحياة هي حاجة الأنس والسكنى والحب ففي هذه الحالة لا يمكننا قياسها على حاجة ثانوية مثل نقص في أحد الجوانب الفرعية، بل تعتبر تصرفاً طبيعياً فطرياً لا ضرر فيه، وفي هذه سيكون الإرادة والاحتياج وجهان لنفس العملة ويشكلان نفس الدافع للشروع في العلاقة.

أما بخصوص الاحتياج الفرعي فلا أظن أن عاقلاً سيشرع في علاقة ارتباط ومشاركة حياة لتكميل نقص في أحد الجوانب الفرعية فقط في حياته ليعرض نفسه للضرر في بقية جوانب حياته.

ما الدوافع النفسية التي تبني عليها اختيار شخص ليشاركك حياتك؟ وهل تحتاج أم تريد؟

هناك دوافع كثيرة يا رغدة لاختيار شريك الحياة وخير دافع ممكن أن يبني على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ففكرة الاختيار بناء على تفنيد الحديث الشريف من ترضونه دينه وخلقه تلخص أسمى المعاني والدوافع الدين وحسن التعامل وخلق هذا المعيار لزوج صالح وأب صالح وأسرة سعيدة.

ولكن فيما يخص الحاجة والإرادة أود قول أن الغالبية العظمى في مجتمعنا العربي ما يدفعهم لزواج الحاجة أو كروتين إجتماعي لابد منه، ممكن فكرة الإرداة والحاجة والتفرق بينهم عند الأجانب فهناك فكرة الحاجة بتسد بالمساكنة "أعلم أنها حرام" ولكن الفكرة وبالتالي ليقبل الرجل على الزواج أو الفتاة لابد من إرادة للأمر وقناعة بأن هذا الشخص الذي اريد أن أكمل حياتي معه.

اما في مجتمعي من يأتي له منزل وله راتب شهري وذو سمعة حسنة ولو كان الخيار الأول سيتم إعطاءه على سبيل أنه فرصة ذهبية.

حينما نختار شخصا في حياتنا، هذا يعني اننا فضلناه على الآخرين وجعلناه من اقرب الناس إلينا ونكون إلى جانبه في السراء والضراء، أما الاختيار المنبني على مصلحة فسرعان ما ينتهي أجله، وتكون تبعاته وخيمة، لذلك حينما نختار، يجب أن نختار القلب والروح لا شيء آخر لان ما تبقى اكيد سينتهي بسرعة وتكون صلاحيته محدودة.