النجاح يغري الأذكياء أنه من المستحيل أن يخسروا!

النجاح معلم سيء، فهو يغري الأذكياء بالتفكير أنه من المستحيل أم يخسروا.

لا أتفق معه، النجاح معلم صارم، لا يجامل الأذكياء، لكن يعطيهم حقهم في أن يظهروا للعلن، سلم النجاح الحقيقي مهتز لا يميل على حسب مزاج الفرد، الكثير من يعرف النجاح على أساس أنها مجموعة من العادات والأشياء القيمة التي نكررها كل يوم التي قد تعود علينا بالفائدة بعد سنين.

ما قاله برنارد شو يخالف في إعتقادي ما جاء به بيل غيتس ، يقول "النجاح ليس عدم فعل الأخطاء ، النجاح هو عدم تكرار الخطأ" لذلك مفاهيم حول النجاح والفشل تختلف على حسب ما عاشه الإنسان من تجارب والظروف التي مر بها، ولا يمكن أن نأخذ بها كما هي، وإنما لابد أن نستعمل ما نراه يتوافق معنا وما لايتوافق نضعه جانبا.

النجاح معلم سيء، فهو يغري الأذكياء بالتفكير أنه من المستحيل أم يخسروا.

لا أوافق هذه المقولة أبدا، فالنجاح يحفز صاحبه على المزيد من العمل للحفاظ على مكانته والارتقاء أكثر. صحيح أن الفشل يعلم الانسان كثيرا و يظهر له نواقصه ولكن النجاح يعلم أيضا فهو يؤكد له أن بعد الجد نتيجة وبعد التعب تفوّق و بعد الظلام نور، سيشعره بلذة الوصول بعد المثابرة وهذا سيمنحه دفعة لمواصلة المسير.

فلو لم يكن النجاح معلما جيدا لما رأينا أن معظم النّاجحين في أي مجال واصلو الطّريق واستمرّوا في صنع كسيرتهم وتميّزوا في كل مرّة.

بالرغم من الألق الذي تبديه المقولة، فإن اتخاذها بمحمل النقد ربما يجعلها في نظري غريبة بعض الشيء. أرى أن عملية النجاح في لبّها أصلًا ليست معيارًا لشيء، حيث أن النجاح في ذاته ليس إلا نتيجة، والشخص الذي يأخذ بالنتائج فقط هو شخص لا يستطيع أن يزن الأمور بأكثر من ميزان. تلك هي المسألة، فالعقلية التي تعامل النجاح أو تتخذه بهذا المنحى هي عقلية في الأساس غير مؤهلة له، لذلك أرى أن المقولة مغلوطة بشكلٍ ما.

في اعتقادي أن النجاح أساسا بالأمر النسبي غير قابل للقياس، فما هو التعريف الثابت لمصطلح النجاح؟!

تحقيق الأحلام الشخصية أم التأثير الإيجابي في المجتمع أم ماذا؟!

ما أقصده أنه بما أن النجاح نسبي المعنى فكذلك المحفزات على استمرارية السعي، والوصول للهدف نسبية أيضا، فربما بيل غيتس تعرض في فترة من فترات حياته لثقة زائدة في قدراته فتوقف عن تطوير ذاته حتى أصيب بضربة فشل أيقظته من جديد ليخرج علينا بهذه العبارة.. ربما!

لكن عموما أن ضد التشجيع السلبي كما أرى في عبارته، فأنا أحبذ أن أقول لنفسي إن لم تعملي بجد ستصبحي فاشلة؛ ولكن أفضل أن أقول اعملي بجد حتى تصلي لهدفك فالأمر ليس مستحيلًا، ومع ذلك أفترض حسن الظن في مقولة بيل غيتس، وأعتبرها فقط نصيحة لعدم الثقة المطلقة في النفس لأن للنجاح محطات كما للفشل أيضا.