هناك مجموعة من المعتقدات وطرق التفكير التي ينظر بها الإنسان للمشاكل في حياته، وهذه الطرق تجعله يفسر الأمور بطريقة لا ترهقه،فمن الممكن أن تمر بموقف في يومك مثل أن تستمع لإنتقاد سلبي يجعلك غاضب وثائر طوال اليوم وهنا نسأل لماذا اخترقك النقد الهدام بطريقة كبيرة لهذه الدرجة؟

ومن الممكن أيضاً أن يفقد الانسان شيء من ممتلكاته أو مقتناته وعلى أثره ينهار لشهور كاملة، لا يستطيع فقده للشيء هذا ،والأمر الأصعب لو فقد شخص عزيز سواء بموت وهذا شيء مكتوب على الجميع ، أو بإنتهاء علاقة، ومع إنتهاء العلاقة ينتهي الإنسان وكأن هناك شيء داخلك يجعلك تكون قوي لمواجهة تحديات الحياة من مشاكل وأزمات ونقد وفقد.

من الممكن في يوم من الأيام أن تجد طفل صغير في المدرسة يقال له كلمة قاسية (تنمر) من الأقران أو غيرها وتجد الطفل صامد وقوي بمواجهة هؤلاء الاطفال المتنمرين والجميع يستغرب كيف لم ينهار عندما تنمروا عليه؟

هذا كله بسبب التنشئة السليمة في الأسرة والتي تربي الطفل على تقويته نفسياً قبل تقويته عضلياً، لديه أفكار ومعتقدات تمكنه من الرد على الدنيا والتعامل مع مشاكله.

الشخص الذي لديه مناعة نفسية لديه القدرة على التخيلات الإيجابية، ويعرف كيف يتعافى ذاتياً.

فعندما يكون لديه هدف معين يتخيل أنه يحصل عليه وينهض بسبب هذه الأفكار لأن نفسه قوية.

وعندما ينجرح يكون لديه تعافي ذاتي لأن نفسيته قوية ولا يحتاج لأحد بأن يساعده على النهوض والبدء.

وهناك 3 عوامل تقوي مناعتك النفسية وهي:

أولاً: تقبل السيئ من الأحداث والأشخاص لأنها طبيعة الحياة:

هناك مقول أجنبية تقول: "أنه كان يوم سيء"وهذا طبيعي في حياتنا أيضاً لأن الدنيا أيام وليس من الغريب أن يكون يوم حلو ويوم آخر مر ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر ، فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له".

فتقبل القبض والبسط في الحياة من طبيعة الحياة.

ثانياً: لا تساوي بين أفواه الناقدين:

لو كان لديك أشخاص محبين ومقربين من حياتك وتعلم أنهم يقدمون لك النصيحة من نابع المحبة وقاموا بتقديم نقد أو نصيحة هنا يجب أن تتوقف وتأخذ بالنصيحة وتعدل من طريقك وسلوكك.

ولكن لا تساوي بين مثل هؤلاء الناصحين وبين شخص على منصات التواصل الاجتماعي ينتقدك بأسلوب شيء لإحباطك، أو شخص تعرف أنه يكرهك ويقول لك نقد معين في أمر ما ، لا يجب أن تأخذ كلامه بعين الاعتبار لأنه شتان بينه وبين الناصح المحب.

ثالثاً:العلم:

الشخص المتعلم الذي يعرف طبيعة شخصيته وطبيعة النفس البشرية، وكيف يقوم من تعثراته ، الشخص المتعلم في عمله ومتخصص ولديه علم يجعله يصحح خطأه وينهض بعمله من جديد.

(فالعلم نور) كأنه كشاف ضوء يسلط النور على الأماكن المظلمة في نفسيتك وفي خطواتك ، المتعلم دائماً قادر على التعافي.

فالعلم أفضل صديق ينصحك إذا لم يكن لديك صديق.

وهذه3 أشياء تبني مناعتك النفسية ومجموعة المعتقدات والتفكير التي تفسر فيها الحياة وتحصن بها نفسك من الانهيار.

شاركونا، هل سبق وواجهتم نقد دمر نفسيتكم بصورة كبيرة؟ وكيف تستطيعوا النهوض من جديد وتخطي التدمير النفسي؟