لا يخفى على أي شخص يعيش تجربة الاستقلال المالي (المادي) التغيير الكبير في تعاطيه مع نفسه وتعاطي الأخرين من حوله معه، تغيير نحو الأفضل، حيث أنه أصبح شخص يُعتمد عليه، له كيان مستقل، يسعى لأن يقوم بحياته بنفسه وتمهيد الطريق لأنواع أخرى من الاستقلال كالاجتماعي الفكري والحياتي.

وأعتقد أن المشكلة تكون عند المرأة أكثر من الرجل، فالرجل في الوطن العربي يعتبر مستقل بطبعه، ويقبل من حوله استقلاله بشكل طبيعي ما إن أراد ذلك.

ومع وصول المرأة اليوم في بعض المجتمعات العربية إلى منظور أكثر انفتاحاً من الحريّات الاجتماعية السياسية والمهنية وحتى المعنوية في الوقت الحاضر، أصبحت المرأة العاملة تمتلك قيمة مهنية تضاهي وتوازن قيمة الرجل في المناصب والمستويات الإدارية.

تقول الناشطة النسوية والكاتبة نوال السعداوي في اشارة لدعم المرأة وتشجيعها على العمل "يفقد الإنسان كرامته حين يعجز عن الإنفاق على نفسه".

هل يساعد استقلال المرأة مالياً على استقلال شخصها وتكوين ارادة حرّة لحياتها في مجتمعاتنا العربية؟ أم أن هذا الفكر بعيد

الاستقلال يجزأ؟!

تقول صديقة لي أن أسرتها أصبحوا يعطونها مساحة أكبر في تقرير وتقدير أمور حياتها بنفسها بعد أن كانوا يتدخلوا في كل شيء قبل أن تعمل وتستقل مالياً، لكن في نفس الوقت تشكلو أن استقلالها المالي يتبعه تدخل في شؤونها الأخرى وخياراتها الشخصية والاجتماعية وتطرقت إلى مثال بسيط وهو أنها قامت بوضع صورتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لتجد تدخل غير مبرر ممن حولها في هذا الشأن وقِس على ذلك الكثير من الأمور الأخرى.

نظرة المجتمع

تختلف المجتمعات في تقبلها لرؤية المرأة المستقلة، يحيطها من حولها الكثير من الأحكام الجاهزة مثل أنها وحيدة حزينة وضعيفة مع أن الاستقلال المالي للمرأة يأتي من كونها طموحة قوية وأكثر تحكم وتنظيم لحياتها، كذلك ادارتها لحياة الأخرين من حولها ممن يهمونها بالشكل المناسب، لكن العادات والتقاليد الاجتماعي تغلب على هذا الفكر.

في رأيكم هل الاستقلال المالي يجعل المرأة قادرة على أن تستقل شخصياً بعد ذلك؟ هل هناك مميزات وعيوب لهذا التفكير؟ وكيف يمكننا ممنهجته في ظل ما سبق.