متلازمة التحذلق اللغوي: هل تبادر بتعديل الخطأ أم تفضل السكوت ولماذا؟

أعتقد الأمر لكونك أكثر مهتمة وتعملين في مجال الكتابة مما يجعلك تهتمين بالتدقيق الإملائي واللغوي بشكل عام. أما إن تكلمنا عن التشخيص عامة فلا يمكننا وصف أمرا اضطرابا إلا إذا بدأ يسبب لك انزعاجا شديدا وتوترا في حياتك العملية هنا من الممكن أن نقرر أن هناك مشكلة ما.

خاصة أني بدأت ملاحظة الأخطاء بعد فترة من ممارستي للكتابة ومعرفة قواعدها، فإن كانت لها علاقة بالجينات فستكون معنا منذ ولادتنا.

لا أعتقد أن هناك تعارض بين السببين فيمكن أن يكونا مكملين لبعضهما البعض، بمعنى أن الشخص لديه الجين بالفعل ولكن لم يظهر تأثير هذا الجين لعدم المام الشخص بكافة قواعد اللغة وبالتالي هو لم ينتبه للخطأ لأنه لا يعرف أنه خطأ، ولكن بمجرد معرفته بالقواعد جيدا، بدأ الجين في التعبير عن نفسه وظهر تأثيره والحاجة الملحة للتصحيح لأن الشخص أصبح يستطيع التقاط الأخطاء.

أما بالنسبة لفكرة تصحيح الأخطاء فأنا لا أهتم بها كثيرا، طالما أن الاخطاء لم تؤثر علي بالدرجة التي تجعلني لا استطيع فهم ما أقرأه، أما إذا كانت مبالغ فيها فربما أصحح لهدف إفادة الشخص نفسه، وهو له كامل الحرية إذا تقبل مساعدتي أو إذا بدت مزعجة له يمكنه بكل بساطة وتهذب أن يشكرني على المساعدة ويوضح أنه ليس بحاجة لها.

بصراحة في البداية كنت اعتقد أن عنوان المشاركة يصف التحذلق اللغوي بالمتلازمة كنوع من المبالغة الطريفة لكن وجدت أن المشاركة تتحدث بالفعل عن مرض ال OCD وعلاقته بهذا ثم موضوع الجين، وأرى أن الحديث عن علاقة الأمر بمرض مثل ال OCD قد يكون منطقي إلى حد كبير ومقنع فهناك بالفعل شخص في حياتي يعاني من مرض الوسواس وفي نفس الوقت يعلق دائما على الأخطاء اللغوية والنحوية والاملائية فمن تجربتي الشخصية لا أستبعد أبدا هذا الأمر، أما بخصوص جين FOXP2 فهو له علاقه بالمهارات اللغوية بالعموم ومهارات الحديث ولا يختص بأمر قواعد اللغة وقد يكون له علاقة بالأمر لكن من ناحية أنه مسؤول عن أمر المهارات اللغوية ومهارات الحديث بالعموم.

أعد من الأشخاص الذين ينزعجون من الأخطاء اللغوية ولكن لا تصل لحد التوتر بالتأكيد، بل أحاول أن أتجاوزها أحيانا بتصحيح الأخطاء لمن حولي، ولكن لا اجدها مدعاة لتوتري، بل أقوم بتوجيه من قام بذلك، لان لكل منا تفوت في القدرات، بحكم إطلاعي مثلا تولد لدي مفردات لغوية وعلى صعيد أخر لا يملك أشخاص نفس الشىء، الدور هنا توجهي ولا أضغط على أعصابي

فعليا هذه المتلاومة تصنف كنوع من انواع التطرف أو الانحياز المعرفي.

للحقيقة هي متلازمة مكتسبة وقابلة للشفاء التام، قرأت أن أغلب المهتمين بالأدب لاسيما أولئك المختصين فيه بشدة أو الذين لذيهم شغب كبير به، بالضبط قراء الشعر واللغة القديمة مهوسسين بالتصحيح والتدقيق ويصل بهم الامر الى التطرف الحاد ونزاعات كبيرة تصل الى خصومات شخصية طويلة .

لكن هناك من يستطيع التحرر من هذه الحالة مع التدريب والوقت.

يصف عارف حجازي احساس هؤلاء بأن صاحب هذه الحالة وهو شخصيا في مرحلة سابقة من حياته كان يشعر بالقرف أو الاشمئزار والضيق اذا سمع خطأ لغوي أو كتابي ، مشاعر استياء من الاعماق وليس مجرد ترفع أو تأدب فارغ، لأن الجسم يبدي ايضا تحسسه من هذا الامر.

في حالة أن نقول إنك مصابة بمتلازمة التحذلق اللغوي، فهذا،يتطلب أشياء معينة مثل ، إذا كنت تشعرين بالحاجة إلى تصحيح الأخطاء اللغوية بشكل لا يمكن السيطرة عليه، أو إذا تسبب ذلك في مشاكل في حياتك اليومية، فقد يكون ذلك علامة على وجود اضطراب.

ومع ذلك، مجرد الشعور بالضيق فقط عندما ترى أخطاء لغوية، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصابة باضطراب. قد يكون ذلك ببساطة مجرد اهتمامك بقواعد اللغة. من المهم أن يكون لدى الناس معرفة بقواعد اللغة، خاصةً إذا كانوا يعملون في مجالات مثل الكتابة أو التعليم. فمثلا لا يصح كتابة مقال أو إعلان وبه أخطاء لغوية فادحة وهو ما تفعلينه.