"كنت موظفاً حكومياً في الصباح، وكاتباً في المساء"، هكذا وصف الروائي نجيب محفوظ طريقة سير يومه، وقد جعل من الكتابة نشاطا يوميا دائما يمارسه، ربما هذا ما جعل منه كاتبا عظيما، لأنه أعطى للكتابة حقها وقيمتها عبر تخصيص وقت يومي لها.

فأظن أن الالتزام بالكتابة اليومية يعد عادة مهمة لتنمية المهارات الكتابية وتمرينها، كما تساعد في تحسين الانضباط الشخصي اتجاهها، لكن لا يمكن تجاهل المخاوف من تأثير الالتزام الصارم بالكتابة اليومية على الجودة في المحتوى والذي قد يعيد نفسه بغياب الإلهام والابتكار.

في الجانب الأخر نجد أن هناك من يدافع عن وجوب وجود الدافع القوي من أجل الكتابة، وانتظار الإلهام للحصول على نتيجة أفضل، حيث تتدفق الأفكار بحرية وتتحول الكلمات إلى لوحات إبداعية، يمكن لهذا الإلهام أن ينتج عنه أفكار أكثر إبداعًا وتميزًا، لأن الكاتب يكون في أفضل حالاته الإبداعية، في ذلك تقول أحلام مستغانمي: "لتكتب، لا يكفي أن يهديك أحد دفتراً وأقلاماً، بل لا بد أن يؤذيك أحد إلى حد الكتابة".