مثل هذا سؤال يروادني كثيرا،
هل تقبل ككاتب أن تألف كتاب لعميل بمقابل، مادي ثم يوضع إسم العميل على الكتاب بصفته المؤلف؟
هذا يسمى الكاتب الشبح، وهذه خدمة يقدمها الكثير سواء كمقالات أو كتب، بالنسبة لي لا أوافق على هذا الدور ولا أقبل مشاريع من هذه النوعية، فأنا أقدر جهدي جدا ولا أقبل نسبه لأحد، خاصة لو كان هذا الشخص بالأساس لا يستحق، يعني يأتي شخص بلا علم ولا معرفة والأنا لديه تريد أن تضع اسمه على كتاب فيدفع المال ويحصل على كتاب هو نفسه لا يعلم عنه شيء، الكتب دوما ما أراها خبرة متراكمة ليست مجرد كلمات، ولها مكانتها فعليا والتي لا يجب أن تنفذ بهذه الطريقة
ماذا لو كنت بحاجة إلى الاموال؟ هل سترفض؟
لا أحد يقدم على هذه الخطوة إلا لأنه بحاجة إلى المال، أؤكد لك ذك، أعرف صديقة مميزة تقدرها جهدها بالفعل، ولكن نتيجة وضعها المادي ولأن اسرتها بالفعل بحاجة إلى المال قبلتها. لذا تاكد بأنه لا أحد يحب أن يذهب جهده سدى، إلا لو كان مجبرا على هذا الوضع.
صحيح الحاجة أمر صعب، لكن مواقع التوظيف مليئة بالفرص بإمكانها تختار عمل آخر.
رزق الله الجميع من حلاله
دعينا أطرح السؤال بطريقة أخرى، مثلا لو أت عميل وتريدين شخص يؤلف لك كتاب، وبالفعل طرحت مشروع واخترت المستقل المناسب، وتم التوافق، ووفرتي له المبلغ حيال ما قام به، وتأتي المفاجأة هنا ويطلب منك العميل أن ينشر اسمه على الكتاب، ماذا ستفعلين؟ هل ستقبلين؟ بالتأكيد لا.
لذا أقبل بأن يتم نشر الكتاب باسم العميل، ألم أحصل على أجري، ناهيك بأنني سأشعر بالثقة تجاه نفسي وسأشعر بالامتنان تجاه ما قمت به، ما اردراك ربما هذا حافز لي لأقوم بنشر كتب باسمي، ربما سأكون أفضل ماديًا. لذا المستقل يفترض أن يأخذ الامور بإيجابية، الخبرة و وجني المال تم تحقيقهما
تذكرني هذه المشاركة بفيلم مرجان أحمد مرجان للفنان عادل إمام، إذ أنه اشترى ديوان شعري من شاعر مغمور ونسبه لنفسه وأضحكني عندما قال: "هناخد ابيع نفسي و الحلزونة بـ 150 وحساب السحلب علينا."
يُقال أنّ بعض الكتاب الكبار والشعراء يفعلون هذا للأسف وهناك قصة لأحد الشعراء المعروفين لا داعي لذكر اسمه كان يأخذ القصائد من الكتاب المغمورين وينسبها لنفسه وهو شخص نعرفه جميعا بالمناسبة.
شخصيا قد أوافق !!
اذا ما تعلق الامر برواية او عمل خيالي فأنا سأوافق غالبا خاصة إذا ما كان الشاري للقصة شخصية معروفة ستضمن لكتاباتي جمهورا واسعا من القراء قد لا اتمكن من الوصول إليهم شخصيا الا بعد جهد كبير ، لا تهمني الشهرة جدا في هذا المجال يقدر ما يهمني اطلاع الناس على ما أكتب ،يهمني رؤية انطباعاتهم عن الشخصيات و حتى انتقاداتهم لها، أحب استقبال الناس في صفحات عالم خلقته مخيلتي .
سيمنحك هذا حرية ادبية أكبر في المواضيع التي تريدين نقاشها ويحررك تماما من توقعات المجتمع ورؤيته لما تكتبين خاصة إذا ما كنت امرأة.أعتقد جديا انها ستكون تجربة تعليمية ممتعة، خاصة لشخص لم ينشر من قبل .
لكن اذا ما تعلق الامر بكتابة اكاديمية ،فسأرفض قطعا لأنني لن افكر في الجمهور الذي سيطلع على العمل ولم يهمني أصلا،سأتفرغ التركيز اكثر على انتاجي الاكاديمي واتقانه ،وتقديم مساهمة حقيقية للعلم.
هذا ليس مجرد سؤال، بل هو اختبار حقيقي لمفهوم الأخلاق المهنية! هل نعتبر هذا "بيعًا للجهد" مثل أي خدمة أخرى، أم أنه سرقة فكرية مغلفة بالاتفاقات؟ البعض يرى أنه لا فرق بين كاتب شبح يكتب كتابًا لشخص آخر وبين مصمم يصمم شعارًا لعلامة تجارية لا تحمل اسمه، بينما يعتبره آخرون تزييفًا للحقائق وسرقة للجهد الإبداعي.
لكن السؤال الأهم هنا: إذا كان المؤلف الحقيقي هو من يدفع، وليس من يكتب، فهل نحن أمام تجارة عادلة أم خداع مقنن؟
نعم، هذا يسمى بمجال الكتابة الشبحية، وهو مجال مهم ومعروف في عالم الكتابة، وشخصيًا لدي تجارب متنوعة في هذا المجال، منها كتاب ورواية ومجموعة سيناريوهات لقناة يوتيوب طبية، وحاليًا في مشروع في نفس المجال. أفهم أن الأمر بداية يبدو عسيرًا، ولكن إذا كانت قيمة المشروع أو موضوعه لديك رغبة في الكتابه عنه بمقابل مادي أنتِ تحددينه بالطبع حسب مجهودك وإمكاناتك، فغالبًا لن تكون لديك مشكلة في موضوع الأسم، لأن هدفك أبعد من ذلك، ربما التمرس والتعود ليكون لديك محصلة لغوية قوية تؤهلك للتعاق مع دار نشر كبيرة بالنظر إلى أعمالك السابقة وخبرتك وثقافتك، وعليه تكون استفادتك هنا قوية جدًا وفي صالحك.
عملت كمتطوعة في مجال الكتابة لأكثر من ثلاث سنوات لصقل مهاراتي، لم يحدث ولو مرة واحدة أن تنازلت عن اسمي، حتى لو كان محتوى يوتيوب بإمكانه إضافة أسماء كادر العمل في التتر أو الوصف، أو أن تعيدي نشر هذا المحتوى للإعلان عنه في معرض أعمالك.
حقوق المؤلف أمر لا بد من المطالبة به كما يطالب الجميع بحقوقهم في جميع المجالات، وكم قرأنا عبارة (الحقوق محفوظة...)
في وقت مشروع اليوتيوب، كان يهمني الخبرة العلمية أكثر من الأسم، وهو لم يمانع مشاركته، كنت أشارك لينكات الحلقات على لينكد أن وأكتب عن الموضوع العلمي وبعض الملحوظات أيضًا، وعليه فأنا لم أخسر شيئًا، على العكس زادت خبرتي، وفي النهاية توقفت عن إكمال مشروعات أخرى مع العميل، لأسباب أخرى، ولكن لم يكن الاسم وقتها هو المشكلة.
لو أنت تعمل طباخ ولا تجد عمل بينما أخبرك شخص آخر أنك ستعمل لمدة شهر لكن لن يعرفك أحد بل سيعرف من يتناول الطعام أن الطباخ هو الشخص الذي وظفك هل سترفض ؟ بالتأكيد لا، ولكن نحن ننظر للأدب نظرة مختلفة، بينما لو تعاملنا بمبدأ المنفعة أننا نوفر احتياجاتنا فسيكون القرار مختلف تماماً.
أنا أعمل منذ سنوات على مشاريع مع جهات عديدة لصالح مدراء وموظفين بل ومسؤولين في وزارات ولكن لا أحد يعرف أنني أنا الموجود خلف الكواليس والمسؤول عن كل الإنجازات، بالنسبة لهم أنا مصدر خدمات جيد وهم بالنسبة لي مصدر مال أمن ومستقر يوفر احتياجي واحتياج أسرتي
التعليقات