مع أي عمل فني لا يناسب أو يرضي الجمهور نجد موجات الغضب والخلاف تجاه السينما بأكملها، وأنه دورها أن تنقل ‏لنا الواقع ولكن هل هذا دور السينما والأفلام فعلا؟

في كتاب كيف تشاهد فيلما سينمائيا يتطرق الناقد الفني محمود عبد ‏الشكور إلى التحدث عن هذه النقطة ويقول بوضوح إن الفيلم "يعبر عن وجهة نظر صانعه وثقافته ورؤيته للحياة ‏والناس" وبالتالي يجب على المشاهد ألا ينتظر أن يكون الفيلم معبرا عن رؤيته هو. مع الاحتفاظ الكامل لحقه بالاتفاق ‏أو الاختلاف مع وجهة نظر الفيلم. وأن القاعدة الأساسية في التعامل مع الأفلام هي أنه لا حيادية ولا موضوعية في ‏الأفلام أو الفن عموما وأن الفن هو تعبير ذاتي من الفنان والأفلام لا تنقل الواقع كما يظن البعض وإنما يقدم ‏رؤية الفنان وانحيازته الخاصة لهذا الواقع.

بدوري مثلا أحب جدا فيلم إبراهيم الأبيض وأجده علامة مهمة في صناعة ‏السينما، وأنه عبر بطريقة أو بأخرى عن خيال واقعي بامتياز ومزج ما بين عالم الجريمة والبلطجة وبين قصة حب ‏تكاد تكون أسطورية، ولكن تم التعبير عن هذا من قبل المؤلف والمخرج بالصورة التي ظهرت للبعض بأنها تشويه ‏للواقع وهذا ما يأخذنا إلى نقطة أخرى تطرق لها الناقد الفني وهي أننا نتأثر بفيلمين في أثناء المشاهدة، واحد داخلي ‏وهو أفكارنا ومشاعرنا وحالتنا النفسية، والآخر الخارجي الذي نشاهده بالفعل عن طريق الشاشة، فلكي نفهم هذا الفيلم ‏الخارجي علينا التقليل من تأثرنا بفيلمنا الداخلي. في النهاية أعطوني رأيكم هل تنقل الأفلام الواقع أم أنها تختلف عنه؟ ‏وما هو هو مفهومك عن الفيلم الواقعي؟