ببساطة أريده مثالياً!!، هذا ما نقوله لأنفسنا حين نبدأ بعمل ما، أو هدف ما، نريد أن ننجز ما نرغب به بشكل مثالي يُشعرنا بالرضا الكامل!، إذا كنتم من الذين يقولون ذلك لأنفسهم، هل يمكنكم أن تجيبوا أنفسكم على سؤالي التالي بصراحة، وتضعوا الجواب مباشرة في الردّ قبل أن تطلّعوا على محتوى المساهمة؟

سؤالي لكم: بصدق، كم تتوقعون نسبة ما أنهيتموه من أحلام أو خطط أو مشاريع كنتم تفكرون القيام بها شريطة أن تكون مثالية وكاملة؟

والآن، هل تعلمون بأنّ ذلك السعي للمثالية والكمال قد يكون سبباً في عدم إنهاء المشروع الذي نفكر فيه، بل ربما يكون سبباً في عدم الإقدام على أية خطوة للبدء؟.

ففي كتابه (أعطِ نفسك هدية الانتهاء) بيّن جون أكوف بأنّ 92%من الأشخاص الذين يضعون أهدافاً للسنة الجديدة يفشلون بإنهائها بسبب سعيهم للمثالية والكمال، وأنّ الحلّ ببساطة يكمن بتخفيض عدد الأهداف وتبسيطها لنقوم بالعمل عليها بمتعة.

يقول أكوف: (إذا كنت قد تعبت من كونك مبتدئ مزمن وتريد أن تتطور وتكمل مشاريعك، لديك خياران: يمكنك الاستمرار في التغلب على نفسك وتحمل الصعاب، أو يمكنك أن تعطي نفسك هدية إذا فعلت ذلك)، هل تظنونها نصيحة جيدة؟.

صدقاً مَن منّا لا يقوم بعمله وهو يريده مثالياً وكاملاً؟ الغريب بأنّ أكوف يظن بأنّ (العائق الأكثر خداعًا أمام تحقيق أهدافنا ليس الكسل، بل السعي إلى الكمال)، هل يعني ذلك أن لا أفكر بإنجاز عمل مثالي؟ حيث يجزم أكوف بأنّ أسباب عدم إنهاء أي فكرة لدينا ليس بسبب تقصيرنا بالعمل الجاد، وإنما بعدم مقدرتنا على التغلّب على الصورة المثالية التي نريد الوصول لها مما يجعلنا نضع أهدافاً مفرطة في الطموح، وحين نصاب بالفشل أو بتكرار الأخطاء نعيش جلد الذات، فنجعل ما أنجزناه بسيطاً لا يستحق الاستمرار به، فنتوّقف في منتصف الطريق، فلا تكتمل خططنا أو مشاريعنا!!.

عندما تعمل على تحقيق هدف ما، سيبذل الكمال جهده لإزعاجك، هذا ما يقوله لنا جون أكوف، فهل توافقونه الرأي؟

كيف تتصرفون أمام خططكم التي أسعفكم الوقت بها، أو أنجزتموها بشكل لم يكن كما خططتم له من البداية؟

وأخيراً ماذا تقدمون لأنفسكم هدية حين تنجزون أمراً بالشكل الذي تريدونه؟