أعلى نسبة مشاهدة!.. كيف تؤثر مغالطة الإحتكام إلى العامة بصحة قراراتنا؟!

عادة حكمي يكون من خلال تجربتي الشخصية وآرائي والنقاش مع عقليات نقدية آخرى، عدا ذلك لا يهمني ما إذا أتفق الجميع على عمل فني أو أدبي أو حتى تاريخي بناءً على تحيزات وغيرها، وأيضًا هناك عامل خطير في فكرة الإحتكام للعامة، فمثلًا الأحداث الأخيرة في سوريا، يرعبك فيها رؤية "العامة"، والإحتكام للعدل والقصاص الجمعي وكل تلك المفاهيم، هو نفسه عملية "غسيل مخ" للبشر وترجيح قانون الغابة عن العقل واليقين.

الاحتكام للعامة ليس دائماً ما يكون مغلوط برأيي، فمثلاً هناك اجتماع آراء بأن الحياة في الريف أكثر هدوء وهذا إجماع صائب، هناك إجماع أن مذاق السمك الذي يتم إعداده طازج أفضل من المجمد وهذا اعتقاد صائب، ثمة ملايين المسلمات التي نجمع عليها ونراها صواب بينما قد يكون جميعها خطأ في نظر شخص آخر وهذا لا يعني صوابها أو خطأها فالأحكام هنا نسبية

مغالطة الاحتكام إلى العامة تعكس خطرًا حقيقيًّا على التفكير النقدي، حيث يتم استبدال التحليل المنطقي بتبني آراء الأغلبية دون تمحيص. هذا النهج لا يعزز فقط التبعية الفكرية، بل يخلق بيئة تُهمَّش فيها الأفكار الفردية لصالح "الشعبية" الزائفة. الاعتماد على استطلاعات الرأي أو الترندات كدليل على الصحة يُضلِّل الجمهور ويُضعف قدرتنا على التمييز بين الحقيقة والضجيج. لتفادي ذلك، يجب أن نعتمد على الأدلة والمنطق، لا على الأصوات العالية أو الإجماع الوهمي. التفكير المستقل ليس رفاهية، بل ضرورة لاتخاذ قرارات حقيقية ومدروسة.

لكن المشكلة الأكبر هي كيف تؤثر هذه المغالطة على ثقة الفرد في قدرته على التفكير النقدي؟ أحيانا، عندما نجد فكرة منتشرة بشكل واسع، قد نشعر بأن رأينا المخالف غير مهم أو حتى خاطئ، لمجرد أنه لا يحظى بنفس القبول. هذا قد يؤدي إلى قمع الأفكار المختلفة، ليس فقط من المجتمع، ولكن حتى داخل عقولنا. فكيف يمكن التمسك بالتفكير المستقل وسط ضغط الرأي العام؟