الجميع يعاني من الجميع ، ... الجميع ضحية الجّميع...
الجميع يعلم أنه لا ثقة لديه في الجميع ، ... الجميع أشرار في نظر الجميع...!!!
إذن السؤال من نحن ؟ ومن هم ؟
الحقيقة هي أن العالم مليء بالتنوع والتعقيد، وفهم هذا الواقع يعد أمرًا حكيمًا. في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا نتعامل مع أشخاص مختلفين وأفكار متعددة. يمكننا أن نشعر بالثقة في بعض الأشخاص، بينما نشعر بالقلق أو الشك في البعض الآخر.
لكن ما يجب أن نتذكره هو أنه لا يمكننا أن نعمم ونحكم على الجميع بناءً على تجاربنا الشخصية المحدودة. لا يمكننا أن نصنف الجميع بأنهم أشرار أو أنهم لا يستحقون الثقة فقط بناءً على بعض الأحداث السلبية التي قد واجهناها. يجب أن نعطي الآخرين فرصة ليظهروا طبيعتهم الحقيقية.
فكرتك في تقسيم العالم إلى "نحن" و"هم" قد تكون غير مفيدة فعليًا. بدلاً من ذلك، يمكننا أن نسعى لفهم الآخرين ومحاولة بناء جسور التواصل والتفاهم. إنه ليس أمرًا سهلاً، ولكن عندما نتعلم أن نفتح أذهاننا وقلوبنا للتنوع والاختلاف، فإننا قد نجد أنفسنا نتعامل مع العالم بطريقة أكثر رحابة وتسامحًا.
لذا، دعنا نتجاوز فكرة "نحن" و"هم" ونبدأ في رؤية العالم بمنظور أكثر تفتحًا وتعاونًا. لا تنسَ أننا جميعًا نحمل مشاعر وأحلامًا وتجاربنا الفريدة، وهذا يمكن أن يكون أساسًا للتواصل الحقيقي والتعاون المثمر.
أمر تصنيف الأشخاص إلى أخيار وأشرار هذا لا يكون إلا في المسلسلات الكرتونية، أما الحياة الواقعية فيتواجد بها الخير والشر في نفس الشخص بنسبٍ متفاوتة من شخص لآخر. والخلاصة أنّ لا أحد يمثل الخير وحده أو الشر وحده بنسبة 100%.
وهنا يأخذنا الحديث إلى مقولة رائعة للكاتب الفرنسي إيريك فوتورينو في روايته قبلات سينمائية، حيث قال:
المشكلة في الحياة أن الجميع لهم أسبابهم.
هنا يسلط الكاتب الضوء بأدق الألفاظ على نعضلة كبيرة في الحياة. إن لم نكن حذرين في التعامل وفقها، قد نبرر كل فعل يصدر عن البشرية، أو ننفي أخلاقيّة بني البشر جميعهم. لذلك فمفاهيم مثل الخير والشر لا تعد صالحة على صعيد أكثر تعقيدا في الحياة.
لا أحد ضحية أحد، كل واحد هو ضحية نفسه إذا اختار ذلك.
الثقة لها حدود، الإفراط فيها هو ما يوقعنا في المشاكل.
ليس الجميع أشرار، لكن الأشخاص السلبيون ينظرون إلى الأشياء بسوء، ويرون أن العالم كله شر، فالمشكلة في نظرتنا واعتقادنا الداخلي وليس ما هو حولنا وخارجنا.
كلنا واحد من نفس الخلقة، وكل واحد يتحمل مسؤولية اختياراته في تحديد نظرته للعالم والأشياء.
أعتقد أننا يجب أن نزيل عن عاتقنا مسألة تصنيف العالم إلى أشرار وأخيار إذ أنها مسؤولية إلهية وليست بشرية. فماذا لو انطلقنا من فكرة القران الكريم أن فطرتنا كبني البشر دائما تولد سليمة ؟ علينا أن نتعامل مع البشر على هذا الأساس ثم إن وجدنا أن هذه الفطرة قد تلوثت بما يضرنا نتعامل مع الموقف حسب ما يقتضيه. وقد لفتني في مساهمتكم أنكم قاربتم موضوع السلوك البشري من ناحية سلبية وشمولية فماذا لو قلبنا الأدوار وحولنا السلوك البشري إلى الناحية الإيجابية؟وماذا بو ابتعدنا عن تعميم الشر ونظرنا له من ناحيةمختصة بالبعض لا بالكل؟ يعني ماذا لو نظرنا للقسم الممتلئ من الكوب لا الناقص؟ فكما أن العديد من الناس يعاني من شرور البعض فهناك الكثيرون ممن هم سعداء بفضل الآخرون وهناك أناس يثقون بأناس آخرين فيكتشفون أن ثقتهم في محلها إلا أن الاختيار هو الأهم . وأما عن السؤال من نحن ومن هم فلا يوجد نحن وهم بل يوجد خلق الله جميعا الذين اصطفاهم الله فوق المخلوقات الأخرى جميعها. نحن حملة الإنسانية ودعاة الخير ومن أتانا الله بقلب سليم، وأما من يخرج عن الآية فذلك شأنه وخلق الله فلا شأن لنا بذلك.
التعليقات