لنفترض أن هناك رسام مبدع في فنه ونحته ورسمه أقسم أن يرسم رسمة من أفضل ما يكون من لوحة تسلب الألباب و تنور بصيرة أي متذوق للفن وحتى من لم يرى يوماً فن وأن هذا الرسام يود وسيشرع في رسم لوحة تكون جميلة وأجمل من كل اللوحات مجتمعةً وبدأ يرسمها منذ اللحظة التي أدرك بحياته البسيطة أن هناك شيء وفن يسمى رسماً وشيء أسمه فرشاة وألوان وتأثيرات وظلال ومجمل الأدوات الفنية تلك فهو ذو قدرة على الرسم والتفنن في الالوان التي ستجعل من يشاهدها يُذهل.

وبينما هو يرسم وحيثيات طويلة اثناء رسمه وحيثيات طويلة جداً حتى أن شعيرات الفرشاة سقطت فلم يقبل بهذي الفرشاة من شدة دقته، ورسمها وهو بين يديه وتحت فرشاته التي لا تعلم أنها رسمت وساعدت في صناعة أفضل لوحة في العالم ألوانها زاهية ضرباته على اللوحة بدقةمتناهية أنه يرسم لنقرب لك المعنى انت الذي تفكر به من لوحة جميلة تتمناها وفلنفترض أنها لوحة عن (طبيعة خلابة) فأن كل تصوراتك تبعد عن واقع لوحته الجميلة لأنه ببساطة أخذ يرسم هذه اللوحة منذ أن كان قادراً على مسك فرشاة بيده الى ان أصبح عمره بالخمسينات والستينات ولكن الأمر الفعلي لا أحد يعلم أنه يرسم هذي اللوحة، فنان لم يدِر عنه أحد فقط هو يرى فنه حاضراً وهو فقط من يستحضره وهو فقط من يرسمه  لك أن تتخيل اللوحة تلك وجمالها التي لو رأيتها لشريتها بكل ما تملك أن اللوحة رنانه وبهية جداً

الآن حتى هو أُعجب بلوحته وكيف لا وهو فنانها بل أنك لو ساومته بين لوحته وحياته او لوحته وأبنائه لآثر بقاء صنيعته !لوحته الجميلة الآخاذة أنه يجد بها أن اللوحة تحوي الأرض وليس الأرض تحتوي على اللوحة ويستمر يرسم ويرسم كأنه أول مرة يرسم

أنظر للدقة وكأنه أوجد بعد رابع لوحة ثلاثية الأبعاد تستطيع أن ترى كل ذرة منها شيء عجيب لوحتك يا فنان أن لم تكن أنت أفضل رسام فمن سيكون؟، ولكن حدث هنا الأمر الذي لا يوده أحد من شدة هوسه في تشذيب الفن تحول هو نفسه الى اللوحة وليس فقط لوحة تحتوي على ألوان يابسة أصبح ياكل خبزاً وماء أي يعيش لأجل لوحة وأبتعد عن نفسه وأنزوى هو ولوحته للابد هو ومكنوناته السرية يرسمها وكل ما لديه من فن خارج اللوحة خبز وماء وألوان تاركاً حياته العملية لأن تكون فقط لوحة بنتوءات قد تُسرق! أو تُكسر! أو تتغير ألوانها.

وهذه اللوحة هل هي واقعية؟ فلماذا يعيش بجمال لو أنه رضي بالقليل لكان كثير أنه أنغمس في لوحته ولون كآبتها فأسعدته وأحزن حياته فعاجلته بالكآبة فلم تسعده حياته ولم يحاول جاهداً او حتى متكاسلاً تجربة اي شيء خارج لوحته لن يخرج منها أنه يرسم ونسي أنه رسام ونسي أنه أنسان نسي أنه حي ونسي أن الأيام مضت.

ولكنه لا يعلم أن حياته ما بدأت أصلاً فلماذا زخرف كل هذه اللوحة؟ لنفترض أنه كان في غيبوبة وشاهد هذا الإبداع تلمسه ورسمه وعاش مالم نعيشه نحن بني البشر لقد رسم لوحة فنية تكاد ترسم نفسها أكثر لتفتنك بألوانها أكثر لوحة جميلة عنوانها لا يتواجد في أي معرض من المعارض الفنية وعنوانها سهل  (أنظر إلي سأجعل حزنك وهماً) ولذلك الرسام رسمها ولكن لم يدرك أحداً أن هذا الفن يتنفس إلا هذا الرسام الذي لا يستطيع رسم لوحته مرةأخرى.