يحتاج الأطفال إلى التعلم والتطور المستمر وهذا لن يتم إلا بتعليمهم الاستقلالية والثقة بالنفس، ولكن للأسف نجد الكثير من الآباء الذين يقدمون المساعدة الدائمة لأطفالهم حتى في أبسط الأمور بغرض تسهيل حياتهم اليومية، ولا يدركون أنهم بذلك يحدون من قدراتهم دون قصد، برأيكم ما هي الطرق التي يمكننا استخدامها لتعليم أطفالنا الاستقلالية والثقة بالنفس؟
كيف نعلم أطفالنا الاستقلالية والثقة بالنفس؟
بالنسبة للطرق التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال الاستقلالية والثقة بالنفس، فقد قرأت عنها في كتاب التعلم الاجتماعي لعالم النفس ألبرت باندورا، وحسب ما فهمت وتعلمت من الكتاب فالطرق المثالية لفعل ذلك هي:
- منح الاختيارات البسيطة للأطفال ثم تطوير صورة الاختيار؛ ليتمكن الاطفال بعد ذلك من التحكم بحياتهم.
- إعطاء الأطفال مهام يومية، مثل ترتيب الغرفة أو تنظيف سفرة الطعام، ومع الوقت سيدركوا قيمة الفعل ويصبح لهم تأثير.
- منح الأطفال فرصة المحاولة والخطأ، وهنا نسمح للأطفال بالمحاولة أكثر من مرة قبل أن نتدخل ونساعدهم.
وأنا أرى أن هذه الطرق ستمنح الأطفال الثقة والاستقلالية.
صحيح، ودائمًا ما أرى أن تعليم الأطفال الاستقلالية يبدأ من عمر ٨ أشهر، وذلك عن طريق تركهم يعتمدون على أنفسهم بعض الوقت في تناول الطعام حتى إذا تسبب هذا الأمر في حدوث الفوضى حولهم.
أضف إلى ذلك أنه بإمكاننا إشراك الإلعاب في عملية بناء صفات الإستقلالية والثقة بالنفس في الأطفال، مثل الألعاب التي تتضمن إنجاز مهام، أذكر أنني سابقًا كنت أحب لعبة افتراضية تتضمن تحضير الشطائر في مطعم وتقديمها للزبائن وفق طلبهم، وعندما أنهي كل الطلبات وأطّلع على تقييمات الزبائن أشعر بالإنجاز وكأنني أنهيت يوم عمل حقيقي.
وحتى نبعدهم قليلاً عن الأجهزة يمكن استخدام ألعاب مثل ألعاب تركيب القطع السهلة ونسند إليهم مهمة إنهائها بمفردهم ولا ننسى دور المكافآت أيضًا.
ومن النصائح المفيدة أيضًا في هذا الشأن، دفع الطفل إلى تصحيح خطئه عوضًا عن توبيخه ثم إصلاح ما أفسده، مثلًا إذا سكب الحليب على الأرض اجعله ينظفه بمفرده حتى يتعلم أن يكون مسؤولًا عن أخطائه ولا ينتظر تدخل الوالدين دومًا.
أرى أنه في زمننا الحالي هذا الأمر أثر كثيرا على الأطفال، حيث ما يقوم به أغلب الأولياء هو شراء هواتف لأولادهم للتخلص منهم بطريقة ما بحيث يصبح الطفل طول اليوم يستخدم الهاتف و لا يفعل أي شيء آخر، و لكن بشكل آخر يمكن للآباء البدء بمنح الأطفال مهام صغيرة تناسب أعمارهم وقدراتهم، مثل ترتيب ألعابه أو اختيار ملابسه، مع تشجيعهم وتقديم المديح عند الإنجاز، و مع مرور الوقت ستتغير شخصية الطفل إلى الأفضل حيث تزيد من إستقلاليته، من المهم أيضا تعليمهم كيفية حل المشكلات بأنفسهم بدلا من التدخل الفوري لحلها، مما يعزز من قدرتهم على التفكير النقدي.
أرى أن تقديم الفرص لاتخاذ القرارات وتحفيز حل المشكلات من الأساليب الفعالة في تعليم الأطفال الاستقلالية والثقة بالنفس. عندما يُمنح الأطفال فرصة اختيار ملابسهم أو تحديد وجبة العشاء، فإنهم يتعلمون كيفية اتخاذ القرارات والتعبير عن تفضيلاتهم، مما يعزز من مهاراتهم في هذا المجال. من جهة أخرى، بدلاً من تقديم الحلول فوراً، يمكن تشجيع الأطفال على التفكير في كيفية حل المشكلات بأنفسهم.
قرأت جميع التعليقات التي وفرت العديد من النصائح المفيدة للغاية في مجال تعليم الاستقلالية للأطفال.
وأحب أن أضيف نقطة في غاية الأهمية ستكون مؤثرة في نفس هذا التوجه، وهي أن يدرك الأطفال كذلك أنه لا مشكلة في حدوث الخطأ، بل الأهم هو التعلم منه وعدم تكراره. على أن يكون ذلك بتوضيح أمثلة فعلية حية من تجارب الآباء والتي فشلوا في تنفيذها بشكل صحيح، بحيث يتم تسليط الضوء عليها (حتى يؤمن الأطفال أنه لا أحد معصوم من الخطأ)، وتحليلها للوصول إلى أسباب الفشل في التنفيذ أو في تحقيق النتائج المرجوة، ثم اقتراح التوصيات التي ربما توفر حل للمعضلة.
وسيكون جميلاً أيضًا اشراك الأطفال في جميع هذه الخطوات خلال المناقشة.
التعليقات