كيف يؤثر الإهمال العاطفي وقت الطفولة على الثقة بالنفس؟

أتفق معك أن تأثير الأم وخصوصًا في السنين الأولى من التربية يترك أثرًا كبيرًا على الطفل، ولكن فكرة التعامل مع مشاعر الطفل في العموم تحتاج لإنتباه ووعي من الأهل، فمثلًا الطفل وهو صغير لا يستطيع فهم مشاعره الداخلية ولا يمكنه ترجمتها لألفاظ كما نفعل حينما نصل لمرحلة أكبر، فالأمر هنا يحتاج لملاحظة من الأهل لطفلهم في المواقف المختلفة، فمواقف مختلفة ك :رفض بعض الأطفال للعب معه في المدرسة، رسوبه في أي امتحان، نجاحه في مشروع مدرسي، تنمر من بعض الأطفال، تلك المواقف ستترك مشاعر كالغضب، الإحباط، الفشل، الحماس والإثارة في حالة التفوق، ويجب أن يرشد الأهل طفلهم لتقبل جميع مشاعره وفهمها سواءً كانت سلبية أو إيجابية، لذا في رأيك لو كنت في موقف مماثل مع طفلك، كيف يمكنك توجيهه للتعامل مع شعوره؟

بالفعل فكرة المقارنة هي اسوأ طريقة لتنشاة طفل أي تجربة بسيطة للفشل بالنسبة له، تشعره بفقدان الثقة بالنفس وتجعله لا إراديًا يقارن نفسه بالآخرين لو كانوا في نفس موقفه وتخيل أنهم كانوا لينجحوا لانهم على قدر أكبر من العلم والمعرفة والذكاء (حتى ولو كان كل ذلك غير واقعي وافتراضي فقط بالنسبه له)، ومن هنا تبدأ المشكل الأكبر وهي السعي وراء المثالية بشكل مستمر والوقوع في دائرة الشعور بالزيف (متلازمة المحتال) وأنهم مهما فعلوا سيظلوا غير مستحقين لأي مكانة مشابهة لأقرانهم.

بالفعل فاطمة قرأت مسبقًا عن أهمية الخمس سنوات الأولى تحديدًا في التأثير على نفسية الطفل، وبالطبع السنوات التي تليها هي ما تشكل الوعي والإدراك للطفل، وغالبًا المعلومات المشوهه التي تصل للطفل في تلك المراحل، تظل للأسف معه حتى الكبر وتحتاج لنضج ووعي كبير جدًا حتى يستطيع تغييرها، أو قد يكون الأصلح له هو ترك البيئة التي ساهمت في تشوهه حتى يتعافى ويستطيع تعديل المفاهيم الخاطئة التي نشأ عليها، في رأيك كيف يمكن مخاطبة مشاعر الفشل لدى الطفل وخصوصًا في المراحل المبكرة ومروره بأول تجرية تشعره بالإحباط؟

أعتقد بأن هذه المشاعر تكون مخزنة بطريقة أو بأخرى في الذاكرة وتظهر في المواقف فيما بعد على شكل عواطف مثلا