جميعنا معرضون للمواقف المحرجة خاصة تلك المواقف التي يكون الأطفال جزء لا يتجزأ منها، ومن أشهرها نوبات الغضب الشديدة التي يصعب معها السيطرة على الأطفال خارج المنزل، برأيكم ما هو الحل الأمثل للتعامل مع الأطفال وامتصاص غضبهم في مثل هذه المواقف المحرجة؟
كيف يمكننا تهدئة نوبات الغضب عند الأطفال خارج المنزل؟
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض هو الانزعاج من نوبة غضب الطفل والتصرف بغضب تجاهه مما يزيد من حدة غضبه، فالطفل يرى أن مشاعره لا تُفهم بشكل جيد، لذا من المهم أن نحافظ على هدوئنا ونتعامل بتعاطف معه مما يجعله يشعر بأن مشاعره مفهومة، وبالتالي يهدأ تدريجياً
كما نميل أحياناً إلى تجاهل أهمية التواصل مع الطفل، إذ يعتقد البعض أن الطفل ليس كائناً ذكياً أو لا يفهم ما يدور حوله، لكن الأطفال في الواقع يمتلكون قدرات ملاحظة جيدة وسرعة فهم قد تفوق أحياناً قدراتنا لذلك، من الضروري أن نتواصل معهم بفعالية، ونسعى لمعرفة الأسباب الكامنة وراء نوبات غضبهم لنتمكن من التعامل معها بشكل أفضل
لذا من المهم أن نحافظ على هدوئنا ونتعامل بتعاطف معه مما يجعله يشعر بأن مشاعره مفهومة، وبالتالي يهدأ تدريجياً
أؤمن بأنه لا قاموس ولا قانون محدد في التعامل مع الأطفال. كلٌ حسب تجربته وحسب شخصية طفله. هناك أطفال قد تستغل هذا الهدوء واللطف منا على نحو آخر، فيزيد من غضبه وعناده وتمسكه بالشيء الذي يريده لأنه سيعتقد أنّ غضبه قد أتى بنتيجة فعلية وأنه قد نجح.
من الضروري أن نتواصل معهم بفعالية، ونسعى لمعرفة الأسباب الكامنة وراء نوبات غضبهم
في معظم الأحيان يكون من الصعب التعامل مع الأطفال أثناء نوبات الغضب بهذه الطريقة، فنحن في الغالب سنكون بحاجه إلى تفكير عملي سريع لصرف انتباههم عن الأمر الذي تسبب في شعورهم بالغضب، أما محاولة معرفة الأسباب أو التواصل قد لا تفيد مع جميع الأطفال، ربما يصلح هذا الأسلوب مع الكبار بشكل أكبر.
الطفل العنيد الذي يرفض الاستجابة لأي شكل من أشكال التواصل ويصر على الحصول على ما يريد حتى يتوقف عن الصراخ قد يكون لديه صعوبة في التعبير عن مشاعره أو احتياجاته بطرق مناسبة، أو ربما يكون قد تعلم أن الصراخ هو الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق أهدافه، لذا من المهم تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطرق صحيحة، وتوضيح قواعد واضحة حول كيفية التعبير عن المشاعر والاحتياجات، فمثلاً يمكن توضيح أن الصراخ ليس وسيلة مقبولة للتواصل وأنه قد يؤذي الآخرين، مثل: "هل تعلم أن بعض الناس لا يحبون الصوت العالي؟ لذلك يجب علينا احترامهم والتعبير عن مشاعرنا بطرق أخرى. ماذا تفضل أنت؟"
من المهم أيضاً أن نأخذ في اعتبارنا أن كل فرد يختلف في أسلوب تعبيره، وقد تكون هذه فرصة لاكتشاف الوسيلة الأنسب للطفل للتعبير عن نفسه، فمن منا لم يكتشف أسلوبه في التعبير إلا بعد فترة من الزمن؟
دعونا لا ننسى أن الطفل يتعلم سلوكياته منا، لذا فإن التزامنا بالهدوء سيكون مفيداً له، وإذا استمر في استخدام هذا الأسلوب، يمكننا استخدام العقوبات والمكافآت، على سبيل المثال، يمكن فرض عقوبات مثل عدم تناول الحلوى أو عدم اللعب مع الأصدقاء، ولكن بأسلوب لطيف يساعده على فهم السبب، وإذا غضب أكثر، فهنا سوف نضطر أن نتجاهله كي يفهم حينها، أما المكافآت، فهي تُمنح للسلوكيات الإيجابية التي نعلمها للطفل، مما يشجعه على التعبير عن مشاعره بطرق بناءة
لذا من المهم تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطرق صحيحة،
نقطة جوهرية، الطفل نفسه لا يعرف كيف ينظم مشاعره ويعبر عنها حسب الموقف، هو ليس بناضج مثلنا، ولا يمكنه كبت مشاعره مثلًا لأنه في وسط تجمع من الناس، لذا، الأفضل ترك المكان والتحدث إلى الطفل في مكان هادئ، حتى نفهم مصدر المشكلة، بالمناسبة، بعض الأطفال الذين يعانون التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، يتعاملون بالصراخ أو إصدار أصوات معينة في الزحامات، لأن هذا هو اسلوبهم في تنظيم مشاعرهم وجعلها ملائمة للموقف المحيط، قد يكون موقف بالنسبة لهم مخيف، أو مكان به أصوات عالية جدًا واضواء ساطعة، فهنا الطفل يتصرف بتلقائية شديدة، لذا فهم السبب ضروري جدًا وإتباع الأنماط أيضًا التي يتصرف الطفل على أساسها.
ما قمتي بطرحه هو مشكلة كبيرة تحدث أغلب الأحيان لعدة أسباب...
ولكن أعتقد أن كلمة السر هنا هي أن يكون لكم رصيد عند الطفل. هذا الرصيد يمكنكم من منح الطفل الثائر وعودًا تتضمن نشاط أو شيء يحبه بشرط القدرة التامة على الوفاء به، وتنفيذ الوعد بأسرع ما يمكن حتى يرتفع رصيدكم لدى الطفل أكثر وأكثر.
أما إذا كان الموقف معقدًا أكثر، أرى أن أي خيار غير احتواء غضب الطفل سيتسبب في تفاقم المشكلة لاحقًا...
كما يجدر الإشارة إلى أنه لا يجب توجيه اللوم إليه وهو في هذه الحالة لأن هذا الأمر يفاقم التاُثير العكسي ويزيد من الصدع الذي بيننا وبينه.
في النهاية، الأطفال مختفون. وما هو قابل للتنفيذ مع أحدهم لا يشترط أن يصلح للجميع.
صحيح، يختلف رد فعل كل طفل عن الآخر حسب البيئة المحيطة به والطرق التي يتبعها الوالدين في التعامل معه، وبالتأكيد في حالات الغضب الشديدة لن يتمكن أي طفل من الاستماع لمن حوله أو النقاش، ربما يفيد عناق الطفل وجعله يشعر بالأمان، فقد يكون السبب في كل ما يقوم به هو مجرد الرغبة في جذب الانتباه والشعور باهتمام من حوله.
الأغلب يا إما يلبي طلبات هذا الطفل فيغذى هذا السلوك فيه، أو يتفاعل معه بردة فعل عنيفة تضعف من شخصية هذا الطفل، لكن كلما كان النقاش والتواصل مستمر مع الطفل فى أوقات كثيرة والتواصل رايح جاي، إذاً لا مشكلة سيتقبل الطفل مانقول وسيتقبل رفضنا لبعض الأشياء طالما إقتنع، لكن للأسف من يتناقش أو يتحمل نقاش مع إبنه لمدة 3 - 4 دقائق متواصلين؟!
هذه هي المشكلة، فالاستسلام لرغبات الطفل يعتبر كأنه مكافأة له على سوء تصرفه. ومرة بعد مرة، تصبح هذه عادته؛ لأنه تعود أن لا أحد سيسمعه ويلبي رغباته، ويحاول فهمه إلا إذا دخل في نوبة من الصراخ الغاضب. والحل فعلا هو الحزم مع اللطف: الحزم في طلب منه أن يتوقف فورا حتى نناقش الأمر، واللطف في توجيهه إما للطريقة الصحيحة للطلب، أو لسبب الرفض، وتعوبضه بشيء آخر.
للأسف من يتناقش أو يتحمل نقاش مع إبنه لمدة 3 - 4 دقائق متواصلين؟!
للأسف هذه مشكلة شائعة جدًا، إذ ينشغل الآباء عن أطفالهم في العمل والأنشطة اليومية ويقومون بتركهم أمام التلفاز، وذلك على اعتقاد أنهم بهذا الشكل يقومون بتنمية مهارات التواصل لديهم، وهذا الأمر في غاية الخطورة وقد يتسبب في إصابة الطفل بضعف في القدرات اللغوية والعقلية، ويؤدي إلى انعزاله التام عن الحياة الاجتماعية.
إنه لموقف محرج للغاية، حينما تنتاب الطفل نوبة غضب شديدة خارج المنزل، ويأبى إلا أن يستمر في الصراخ مهما حول الوالدين تهدئته، والأسوء حين ينتقل الغضب إلى الآباء ويكون رد الفعل عنيفا. لهذا يتوجب علينا الهدوء وضبط النفس، ومحاولة تهدئته وشرح الموقف له، وإعطائه حلولا لما شكل له إشكالية.
يبدو لي، أن نوبات الغضب التي تنتاب الأطفال، تنتج عن طريقة تواصل الآباء مع أبنائهم، وكيفية تعاملهم معهم عند الخطأ والصواب، وعند تشجيعهم على فعل ما أوثنيهم عن تصرف ما.
غالبا نوبات الغضب هذه تصيبهم حتى داخل المنزل، وعندها يمكننا معالجة الأمر بطرق ذكية مدروسة، وإن فشلنا (مع أطفال صعبي المراس عنيدين) يجب علينا استشارة مختص ليرشدنا للنهج الصحيح.
غالبا نوبات الغضب هذه تصيبهم حتى داخل المنزل، وعندها يمكننا معالجة الأمر بطرق ذكية مدروسة
صحيح، وسيفيد أيضًا وضع روتين يومي ثابت يعرفه الطفل ويمكنه توقعه، بحيث يكون كل شيء بموعد محدد كالنوم وتناول الطعام واللعب لتجنب غضب الطفل أو اعتراضه على أي شيء مع مرور الوقت، كما أن التخطيط المسبق للأمور مع الطفل سيقلل كثيرًا من حدوث نوبات الغضب.
وسيفيد أيضًا وضع روتين يومي ثابت يعرفه الطفل ويمكنه توقعه، بحيث يكون كل شيء بموعد محدد كالنوم وتناول الطعام واللعب
بالفعل بسمة الروتين اليومي الثابت، يعود الطفل على النظام والانضباط، ويقلل من التوتر. مما يساعد على عدم إثارته، لأن هناك أطفالا حساسين جدا سريعي التأثر بكل ما يحيط بهم وبكل تغيير يباغتهم.
كما أن التخطيط المسبق للأمور مع الطفل سيقلل كثيرًا من حدوث نوبات الغضب.
نعم بسمة، لهذا يتوجب على الوالدين دائما، إخبارهم مسبقا بما سيقومون به، ويشرحان لهم بالتفصيل الظروف التي تمر منها الأحداث، ويجعلانهم شركاء لهم، ورغم صغر سنهم يتفهمون الأمر ويتحملون جزء من المسؤولية. وهذا يساعد على اختفاء نوبات الغضب عند الأطفال.
في رأيي، يمكن أن يكون إلهاء الطفل بشيء مثير للاهتمام أو لعبة جديدة، أو حتى تغيير البيئة المحيطة به، من الاستراتيجيات الفعّالة لتهدئة نوبات الغضب. هذا التغيير يمكن أن يساعد في تحويل انتباه الطفل بعيدًا عن مصدر غضبه ويشغله بشيء ممتع .
في البداية أود أن أسلط الضوء على نقطة هامة، وهي تعامل فئة من الآباء والأمهات مع هذا التصرف بغضب وعصبية؛ حتى يتمكنوا من بث الشعور بالخوف داخل الطفل وتصبح السيطرة عليه ممكنة.
ولكن الطريقة الصحيحة والصحية في التعامل مع نوبات الغضب هي أن نتصرف مع الطفل بعقله، ونفهم سبب الغضب وكيفية التعامل معه، وبذلك نقلل نوبات الغضب ونسيطر عليها، والتواصل مع الطفل هنا هام للغاية، حيث يساهم ذلك في جعل الطفل يميل إلى التعبير عن رغباته بدون الحاجة للجوء لنوبات الغضب.
وبحب أن نتصرف مع الأطفال بحكمة وعطف، وندرك أنهم في هذه المرحلة غير قادرين على تنظيم مشاعرهم والتعبير عنها.
ونفهم سبب الغضب وكيفية التعامل معه
هذا ما يقوله العقل والمنطق، ولكن عند التنفيذ سنجد الكثير من العوائق خاصة خارج المنزل، تخيل نفسك تمشي إلى جانب أحد أطفالك وفجأة يشعر بالغضب وغالباً سيكون ذلك لرغبته في شيء لا يمكنك شراءه، ويدخل بعد ذلك في بكاء وصراخ هستيري مع إلقاء نفسه على الأرض وسط نظرات المارة! لن تتمكن حينها من التفاهم مع الطفل إلا بعد تشتيت انتباهه عن الشيء الذي يرغب فيه بشيء آخر، واقترح وضع الأمر في اعتبارنا قبل الخروج من المنزل، والقيام بوضع لعبة أو أي شيء يمكن إلهاء الطفل به داخل الحقيبة.
التعليقات