مع تقدمنا في العمر، وتراكم التجارب والخبرات، وتعرضنا لمواقف عديدة وصدمات مختلفة، نجد أن آراءنا ومواقفنا تجاه العديد من الأمور في الحياة تتغير بشكل مستمر!
لهذا، أتساءل ما الشيء الذي تغير رأيك فيه بشكل جذري كلما تقدمت في العمر؟
تقييمي للعلاقات اصبح أدق، وأتمكن من فهم البشر بطريقة ممتازة، أحيانا اقول ماذا لو كنت هكذا من البداية ما كنت صدمت بالكثير من الناس
وأتمكن من فهم البشر بطريقة ممتازة،..
بالنسبة لي أصبحت أفهم نفسي أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وليس البشر!
وهذا ما جعلني أتخلى عن التعصب والمغالاة تماما؛ خاصة إذا كان الموضوع لا يستحق ذلك، كالتحيزات الرياضية والسياسية وغيرها..
فأصبحت الآن كمن يمر داخل أحداث فيلم ولا يريد التأثر بأي منها، أو التعامل مع أي من شخصياته!
أصبحت أكثر قدرة على التخطي، تخطي المواقف السيئة، وتخطي الأشخاص والمشاكل التي تواجهني بطريقة أكثر سلاسة ومرونة من ذي قبل، فقد كنت أعاني من كثرة التفكير فيما فعله الناس أو ما سيقولونه عني إذا فعلت شيء ما، أما الآن فقد أصبحت لا أبالي طالما أن ما أفعله لا يخالف الدين أو القانون.
أتساءل ما الشيء الذي تغير رأيك فيه بشكل جذري كلما تقدمت في العمر؟
توقفت عن الحكم على تجارب الآخرين وصرت أحاول فقط فهمها أكثر من منظور الرائي وليس القاضي. ساعدني الأمر على فهم نفسي والحياة بشكل أفضل وعلى تقبل البشر بطبيعتهم وتغيراتها وتقبل فكرة أننا لن نفهم دائمًا كل شيء. وكذلك فهم أن الإنسان ابن بيئته حتى يدرك ذلك فيتمكن من تغييره وأن ظروف البشر ليست شيئًا يمكنك الحكم عليه من بعيد.
نظرتي عن الحلم الأمريكي وكل هذه البروباجاندا عن الحرية المطلقة، فمع التقدم في العمر يزداد معرفتي بأن هذه الحرية ما هي إلا حرية مغلفة فأنت لا يمكنك أن تقول كل ما تريد لو تعارض بشكل ما مع سياسات الوضع الأمريكي، وحتى لو أمكنك أن تقول ما تريد ففي المقابل ستفقد وظيفتك وكل أموالك ولكن لن تسجن هذا حقيقي ولكن ستكون مسجون في العالم الحقيقي لا يمكنك أن تفعل أي شيء.
التعليقات