في نقاش سابق مع أحد المعارف حول صوابية فعل ما، وجدته متشددًا جدًا في رفض تقبله له من أحد المقربين له، في نفس الوقت الذي يبرر فيه هذا الفعل للآخرين، بل ويصف من لديه أي تعليق عنه بكونه لا يمتلك عقلًا متفتحًا، فما أسباب ازدواجية المعايير، وهل هناك حلول لمواجهة هذا المبدأ؟
"لا تكيل بمكيالين" كيف يمكن إيجاد حلول لازدواجية المعايير؟
الحل برأي هو مواجهته بمواقفه وأقواله المتضاربة هذه، ولو حاول التملص منها حتى حينها يدرك بنفسه أن من حوله يعلمون ازدواجيته هذه، مما يعني أنه يا أما يحاول تغير نفسه والعدول عن بعض أرائه مواقفه أو أنه سيبتعد بنفسه ويحاول إيجاد مجموعة أخرى يقول لهم أرائه، لأنه من الصعب تغيير الشخص إلا لو أراد هو أن يتغير، فبعد عدة مواجهات سيجد نفسه محاصر وعليه يا إما التغيير أو التوقف عن طرح أرائه على الأقل بهذه الطريقة.
أتعلم؟ حين واجهته وقلت ماذا لو أنك أنت من قام بهذا الفعل مثلًا، فهل سيكون هناك مشكلة أيضًا؟ بالطبع رده كان المتوقع بالنسبة لي، "أنا راجل عادي"، بالمناسبة الموضوع لم يكن حول الخيانة أو أي من الموضوعات التقليدية، ولكني تفاجئت برده لأنه عادة ممن يظهروا فكرة "التفتح" والتقبل لكل الثقافات والعادات، شخصيًا اعتقد أن كل المبادئ تحتاج للاختبار قبل الخروج بمعايير نضطر للتحايل عليها لاحقًا.
و التوقف عن طرح أرائه على الأقل بهذه الطريقة.
قد يتوقف فعلًا عن طرحها، ولكنه يعيشها في الواقع، فهل مواجهته بأنه يتعامل بازدواجية قد تكون مناسبة؟
السبب بالتأكيد هو وجود خلل في القيم والمبادئ لدى الفرد الذي يعاني من المشكلة، فهو في العادة غير مقتنع بما يقوله من آراء وإنما يقولها لأسباب عديدة ومختلفة، مثل رغبته في مجاملة شخص ما أو تحقيق مصلحة شخصية، وأحيانًا يكون السبب هو عدم تقبل أحد الأشخاص مما يؤدي إلى رفض أي شيء يقوم به هذا الشخص، وتأييد نفس الشيء التي تم رفضه عندما يقوم به شخص آخر يحبه ويتقبله.
يمكن اتباع حيلة مع الشخص الذي يتصف بهذه الصفة وهي إبعاد الأمر عن الأشخاص يعني مثلاً أطرح عليه موقف ما ولا أذكر الشخص الذي صدر منه الموقف وأسيق الموضوع وكأنه تجربة حدثت معي أو أمر رأيته وأخذت انطباع ما أو ردة فعل وأسأله ما رأيك في هذا الأمر بعد ذكر رأيه أسأله كيف إذا كان صدر من شخص معين، وعندها هو من يختار تكذيب نفسه أم تصديقها
إزدواجية المعايير تكاد تكون مشكلة عامة خاصة بعالمنا العربي، وأظن أن سببها الرئيسي هو الخوف من نظرة المجتمع وكلام الناس، وربما إنعدام الثقة بالنفس...
فمثلا نجد بعض الأشخاص معجبين جدا بأداء سياسية أو رياضية من دولة أوروبية ما، لكن إذا ما سألتهم حول رأيهم بتولى إحدى السيدات بمجتمعهم لمنصب مماثل، فستفاجئين بردة فعلهم المعارضة الساخرة بآن واحد !
وجدته متشددًا جدًا في رفض تقبله له من أحد المقربين له، في نفس الوقت الذي يبرر فيه هذا الفعل للآخرين
أرى مثل هذا المثال كثيرًا جدًا خاصة عندما تتعلق الأفعال بالمقربين أو بأفعال يفعلها الشخص نفسه لكنه لا يقبلها على الآخرين أو العكس. والصراحة أن الإنسان كائن متناقض بشكل عام ولكن تختلف الدرجة بين ما الذي تناقض نفسك فيه
وأول طريق لكسر هذه الدائرة هي مواجهة الشخص بتناقضاته والاستماع لتبريراته ومجابهتها لكنه لا يكون دائمًا حلًا فعالًا خاصة عندما يكون التناقض واضحًا من الأساس لكن الشخص لأي سبب نفسي يقرر تجاهله وفي هذه الحالة أفضل أخذ خطوة إلى الوراء وتجاهل رأي الشخص عن الأمر فلا أجعله يؤثر في أفعالي أو في حكمي على الآخرين
التعليقات