كيف يمكن أن تكون من المؤثّرين على الإنترنت؟

منذ أشهر يتباذر الى ذهني سؤال يا علي: كيف يمكن أن نقيس التأثير؟ هل بعدد الللايكات والمشاهدات أو بشخصية المؤثر والمجال الذي يقوم فيه بصناعة المحتوى؟ وعلى مدار هذه الأشهر وجدت بأن هذا التعريف غير معلوم الملامح وقد يختلف من شخص لأخر على حسب درجة ثقافته وإطلاعه لما يوجد في البيئة الرقمية.

صراحة يا علي، لا أسعى لتأثير بقدر ما أسعى الى الإقناع لكوني أراه صعبا نوعا وما يستحق المثابرة، التأثير قد يكون وقتيا فقط بإنتهاء ما تقدمه له ينسون ما تحدثت عنه، ولكن الإقناع يؤدي الى تغيير السلوكات والمواقف أو تعديل بعض من المعلومات الخاطئة.

بداية لابد من اختيار التخصص والمجال الذي سنعمل عليه ولابد أن نكون شغوفين به.

استهداف الجمهور المناسب، أرى أن هذا المر مهم كوننا سنبني قاعدة قوية من المتابعين

 تحديد منصات الوسائط الاجتماعية التي سنعمل مؤثرين من خلالها، لهذا لابد من التطوير من ملفات التعريف الخاصة بنا. بحيث تكون هناك نبذة شخصية احترافية بالاضافة إلى اضافة  صورة الملف الشخصي وصورة الغلاف بشكل احترافي.

بناء محتوى قوي و مناسب للمتابعين

بناء قصص ونشرها على وسيلة التواصل

التفاعل مع الجمهور والاعجاب بتعليقاتهم ونقاشها.

وضع العلامة التجارية أمر مهم يسهل العثور على محتواك.

مبدأياً فالشهرة على الإنترنت تتوقف بشكل كبير على ما تستطيع دفعه من مال للإعلان عن نفسك، فسياسة فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي ربحية بحتة، على قدر ما تدفع له تنتشر وتروج بضاعتك أيا كانت. وهذا هو طريق الشهرة الأول ولا يمكن إنكاره.

كيف يمكن أن تكون من المؤثّرين على الإنترنت؟ ما هي أهم الأدوات والصفات والأساليب الواجب توافرها ليصبح صانع المحتوى مؤثّرًا على الإنترنت؟

لأن الإجابة على هذا السؤال تختلف من شخص لآخر وكلٌ يجيب على حسب رؤيته للمحتوى الجيد وقناعاته ومفهوم المحتوى المفيد من وجهة نظره، لذا سأتحدث من وجهة نظري في نقاط أساسية أرى صاحب المحتوى ينقصه الكثير بدونها، وتتلخص في الآتي:

1. أن يكون موهوباً في المجال الذي يقدمه، سواء كان محتواه كتابي أو إلقائي أو صامت، أو حركي، عليه أن يكون موهوباً في أي شئ يقدمه كي يتمكن من تعليم غيره. وكي لا يشعر من يفوقه كفاءة موهبة أنه في المكان الذي لا يستحقه.
2. يجب أن يكون لديه أفكار أخلاقية بعيدة عن الإبتذال ويسعى لبثها في عقول متابعيه او مشاهديه من خلال ما يقدمه من محتوى.
3. يجب أن يكون محتواه به قدر من الإمتاع، وألا يكون مملاً، فنحن في عصر السرعة والتجديد
4. أن يكون له مواقفه من الأحداث الإجتماعية الكبرى، فهذا يضيق الفجوة بينه جماهيره ويقربه أكثر منهم
5. أن يكون متواصلا فعالاً مع متابعيه والإستماع لآرائهم ووجهات نظرهم

في البدايه ننظر لما نحن شغوفين به حتي نقدم فية المحتوي المؤثر الذي سيستفيد منه المتابعين ، ثم تأتي نقطة هامة جدا هي الفئة المستفدة من هذا الطرح والجمهور المناسب له، والمنصة التي سيتم تقديم المحتوي عليها. وعلي أثر ذلك تأتي مجموعة من الأدوات والصفات الواجب توافرها في صانع المحتوي المؤثر ، فعلي سبيل المثال :

• قوة المحتوي المنشور ، ومناقشتة للقضايا التي تهم الجمهور المستهدف .
• تحديد المنصة ، والجمهور المستهدف بعناية، ومراعاة الفروق بين كل منصة وأخري.
• متابعة المحتوي المنشور سواء بالتعليقات والرد عليها او بالرسائل والتواصل معها .
• المهارة في توصيل فكرتة والمحتوي الذي يقدمة .

في هذا الوقت من السهل على الإنسان أن يصبح مؤثرًا، فلا يهم ما هي مهاراته، ولا قدرته على الحديث والخطابة، لا لغته السليمة ولا قدرته على الاقناع؛فلا يوجد معايير يجب الأخذ بها من أجل التأثير..

فالساحة مفتوحة أمام الجميع، ودون شروط او قيود فيكفي أن أمتلك الجرأة على عرض جزء من حياتي أو أفكاري على الملأ..

وتجربة واقعية جداً لأحد المؤثرين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ويقومون بعرض مشاهد متواضعة من حيث التصوير والمونتاج والمحتوى ومع ذلك تحقق متابعات هائلة!

و على الرغم من سيل التعليقات السلبية التي تكاد لا تجعلك ترى، عشرة تعليقات ايجابية بين كل ألف تعليق، ما دفعني للقول عدة مرات ان هذا سيكون اخر مقطع لهذا المؤثر؛ ولكن الواقع أثبت لي عكس ذلك!

هو يصنع و هم يشاهدون ويتنمرون، وهو يستمر؛ وهم يستمرون.

عن طريق الصدفة اجتمعت مع عدد من المؤثرين عن قرب وكان بينهم ، وكانت الكارثة أن الأكثر نجاحاً هم الأقل تأثيرًا في الحياة الواقعية، فهذا الشخص مثلاً متسرب من الدراسة ولا يعرف القراءة والكتابة وهو من الأساس لا يقرأ تعليقات المتنمرين ولا يكترث..

شخص آخر مؤثر قي مجال المحتوى الطبي ولديه خبرة علمية وعملية مذهلة لم يستطع الوصول إلى قلوب الناس.

فالمؤثر الناجح لابد أن يلمس قلوب المشاهدين وعقولهم..و محادثة العقول على قدرها.

وهنا إذا أردت ان أصبح مؤثرة علي أن اختار المجال الذي سأبرع فيه حتى وان كان تافهاً، وأحدد المنصة التي أود استخدامها وأنشئ حساب جديد بكلمات ملفتة، صور جذابة، والاهتمام بعمل بث حي باستمرار لأعرض للناس حياتي..

المؤثرون هم شكل جديد من الفنانين ( ممثلين و مطربين )...

شهرة الممثلين لاسباب مختلفة مثل جمالهم وقدرة اقناعهم و مقدار تقبلهم من المشاهديين وربما اضحاك المشاهديين.. وربما يكون الناس أحبو دور لعبه الممثل وليس الممثل بحد ذاته ..

نعود للمؤثرين ...

وكما قلت هم مجرد شكل جديد ... بعضهم واجه مشكلة انه اعتقدو ان متابعيهم معجبين بهم وليس فقط اهتمام بمحتوى مختلف قدموه...

احد الامثلة إمرئة قدمت محتوى تربية طفل في مدينة اوربية ... كانت زوجتي متابعة لمحتواها ( كوننا مقيمين في اوربا ايضا) .... ولكن بعد بضعة اشهر إنحرفت المؤثرة عن مجالها الاساسي ...

بدئة باهمال الطفل وتركه مع مربية واظهار حياتها الرومنسية مع زوجها ( كادت ان تسبب قلاقل كونه امر لا يمكننا تقليده)...

ثم انفصلت عن زوجها واصبح محتواها متمحور عن ذاتها وبنظرة فوقية ... ولم تعد تجيب على الاسئلة إلا على الخاص وبدفع مبلغ ١٠٠$ ...

قصة اخرى

طبيب نجح باسلوب ايصال معلومة ونصيحة طبية خفيفة بجذب مليون متابع ... ثم ايضا انحرف محتواه واصبح ترويج لمنتجات تغذية تكميلية ...

طبعا اذا ١% من متابعين انفق ١٠$ هذا يعني دخل ١٠٠ الف دولار ...

دعني في البدء أفصل بين لفظي الشهرة والتأثير، فعلى الرغم من الخلط الذي يتم بينهما إلا أنني أرى فرقاً شاسعاً بين المعنيين .

فالشهرة كما يقال ضربة حظ ويمكن الحصول عليها بأسهل الطرق وأسرعها وكل ما يأتي سريعاً ينطفئ سريعاً، على سبيل المثال من أسهل الطرق لتحصيل الشهرة في الوقت الحالي هي اتباع أسلوب الصدمة، يعني يكفيك أن تقوم بتصرف أو تصريح صادم ومستفز للمجتمع وستتربع على عرش التريند لعدة أيام .

بالنسبة للمؤثر فقد يكون غالباً صانع محتوى في مجال معين وليس محتوى عشوائي، ولديه هدف وخطة وطريق معين في عرض محتواه ويستهدف جمهور بعينه .

أيضاً من المهم أن يمتلك هذا الشخص ظهور مميز وشخصية فريدة من نوعها وأن لا يكون نسخة مقلدة من شخص آخر .

نقطة أخرى مهمة جداً وهي أن يستطيع المؤثر إنشاء رابطة ثقة بينه وبين متابعيه، فلا يقوم بالكذب لخلق الجدل، ولا يقوم بالترويج لمنتجات مزورة أو القيام بإعلانات مضللة، وأن يكوّن علاقة ودية مع المتابعين يكون فيها تواصل وأخذ وعطاء ولا يعزل نفسه كلياً عن الشارع بدعوى أنه المشهور الذي يتفوق على غيره بمرتبة .

تقديم محتوى يبرع فيه وضمن حدود اختصاصه ويكون محتوى يجد فيه الشغف الذي سيكون هو دافعه للإستمرار وليس مجرد المشاهدات واللايكات .

لا أعتقد أن الرغبة في أن تكون مؤثرًا يجب أن يكون العامل الذي يجعلنا نسعى لهذا الأمر. بل أن تكون مؤثرًا هي نتيجة أمر ما ربما تفوق ظاهر في مجال ما أو القدرة على توضيح أمر ما بطريقة مسلية أو مشاركة المعلومات التي تخص اهتمامات الشخص وهكذا. بالتالي تفعل أولًا ما تحب أو ما تبرع به ثم يكون التأثير نتيجة لذلك وليس العكس في رأيي.

حيث أنه في الحالة الأولى يكون وجود الناس حولك هو الأهم بينما في الحالة الثانية يكون فعل ما تبرع به هو الأهم ووجود الناس وتأثرهم (الذي يتغير بتغير الوقت والأهواء والتريندات) حادث عرضيّ.

كيف يمكن أن تكون من المؤثّرين على الإنترنت؟ 

أما عن إجابة سؤالك عليّ فلا يوجد قاعدة واضحة للأمر. فالكثير من المؤثرين اليوم لا يقدمون أي محتوى مفيد على الإطلاق ولكن بعض ما جعلهم يظهرون على الأٌقل هو اعتماد محتواهم على التسلية والمتعة ومتابعتهم للتريندات ومحاولة التعليق عليها طوال الوقت.

وملحوظة أخرى قد لا تكون واضحة للعيان وهي قصر المحتوى في العادة فمثلًا لو كنت تقدم محتوى ممتاز في فيديو مدته نصف ساعة على اليوتيوب لما وصلت لعدد كبير من الناس إلا بصعوبة عكس تقديم محتوى لا يتعدى الستين ثانية مثلًا فيجد المشاهد نفسه يستهلك كمية كبيرة من المحتوى في وقت صغير.

نقطة أخرى هي استغلال الفضول فالجمهور دائمًا فضولي للتفاصيل الشخصية والمشاكل والقضايا لذلك نجد العديد من المؤثرين يشاركون الجمهور تفاصيلًا من حياتهم الشخصية ويجعلون الناس محور اهتمامهم فيما يتعلق بهذه الناحية.

أكثر المؤثرين في الوقت الحالي والذين يلقون رواجا وشهرة بسرعة هم الذين ينشرون التفاهة أكثر مجال يمكن النجاح فيه، يحتاج خفة الدم وملامسة المشاعر واللعب على هذا الوتر، إظهار ما ينقص الجمهور المستهدف ومحاولة تزينه وإظهاره بطريقة مبهرة.

المجال الجدي مثل يحتاج للإعلانات الممولة بكثرة حتى يتمكن الشخص من الظهور عرض النتائج والتجارب والمشاكل التي تعرض لها في هذا المجال والحلول التي قام بها، حتى في هذا المجال اللعب على وتر المشاعر ودمجه مع المجال الترفيهي فالمعلومات والحقائق وحدها لا تكفي.

وفي العموم الليل من المؤثيرين تجدهم في الحياة الواقعية ناجحين مثلما هم على السوشيال ميديا وهذا ما لاحظته من تقربي من العديد.

هناك سخط من بعض صفحات الطب والصفحات التي تقدم معلومات مفيدة، لأنها لاتحقق أرقاما كالتي تحققها صفحات الضحك والألعاب وغيرها، وهنا يجب أن نتكلم قليلا، اذا استطعت تقديم المعلومات بطريقة ممتعة وغير مملة ستلقى رواجا كبيرا والأمثلة كثيرة على هذا مثل قناة الدحيح، ولكن معظم هذه القنوات والصفحات التي تشتكي تقدم لك المعلومات كما تقدم في المحاضرات المملة، تفاصيل لاداعي لها وأسلوب يجلب النعاس للمشاهد.