يقول الإمام الشافعي:

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي        وجنِّبني النصيحة َ في الجماعة

 فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ         من التوبيخِ لا أرضى استماعه

 وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي         فلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

تعتبر النصيحة في يومنا الحاضر سياجًا واقيًا من التخاصم والتنازع، فالنصح كلمة يراد بها حب الخير للمنصوح له، لذلك ينبغي علينا تخير الأوقات والأساليب المناسبة للنصح بعيدًا عن الانفعالات، وانتقاء الكلام الحسن والوجه البشوش، فهو أدعى للقبول، وأعظم للأجر عند الله تعالى، ولكن هناك عدة شروط يجب مراعاتها لبذل النصيحة وهي:

  1. إخلاص النية لله في النصيحة، وتجرد الناصح عن الأغراض الشخصية
  2. اللين والرفق في النصيحة، وماعدا ذلك يعتبر توبيخًا وتجريحًا، وهو غير مقبول

فمن ملك أخًا ناصحًا يدركه عيوبه سرًا، فقد امتلك درعًا واقيًا يكسي به عيوبه.

ولكن مقابل ذلك هناك بعض الأشخاص يتعمدون إظهار عيوبنا أمام الآخرين، والبعض الأخر يظهرها بغير قصد، فهل هذه النصيحة العلنية بغير قصد تؤتي ثمارها؟ أم تخرج عن كونها نصيحة إلى توبيخ واستفزاز؟

فلو نظرنا إلى كتاب الله لوجدنا أن النصيحة علنًا واجبة في كثير من المواضع، ففي قوله تعالي: "وتخفى في نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"، فهنا يتحدث عن خفايا النفس وليس عن الفعل الظاهر فقط، فلم لم يلفت الله نظر رسولنا الكريم سرًا؟ 

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رَحِمَ الله امرأً أهْدَى إليَّ عيوبي"، يدل قول عمر هنا على وجوب النصيحة، وأنها كالهدايا بل ضرورة ملحة، خاصة في وقتنا الحاضر.