فى فترة من العام السابق حوالى 5 شهور توقفت عن إستخدام جميع مصادر الإنترنت على الهاتف وأصبحت فقط أستخدم الميزات الأساسية فى الهاتف، ولم أكن أعلم حينها أن هذا يسمي ديتوكس رقمي، ولكني بدأت أستخدم الهاتف بدون جوجل، وجوجل بلاي، ويوتيوب وفيسبوك وإنستجرام وكثير من التطبيقات التى تقوم بعمل تغذية يومية جديدة ومختلفة بالأخبار أو المحتوى الرقمي وحقاً كل التطبيقات التى كانت على الهاتف لايمكنها توصيلي بالإنترنت سوا Gmail لأهميته القصوى أما باقي التطبيقات فهى ماتضيفه تراه غير ذلك لاجديد، وكانت إنتاجيتي في كثير من الأمور تحسنت بشكل ملحوظ، فلقد كنت حقاً أتحكم فى مزاجي اليومي وهذا كان من أمتع التجارب التى مررت بها، ولكن العودة لهذه التطبيقات في هذا العصر أمر ضروري، فهل هناك طريقة يمكننا بها عمل ديتوكس رقمي بدون الحاجة الضرورية لحذف هذه التطبيقات أو الإستغناء عنها؟
كيف يمكن للديتوكس الرقمي Digital Detox التأثير على إنتاجيتك الشخصية؟
هناك تطبيق أكثر من رائع يسمى Digital detox وهو سيساعدك على اختيار التطبيقات التي ترغب في غلقها وتحديد الفترة الزمنية التي تريد إيقافها فيها، وهذا يفيد الكثيرون ممن لا يستطيعون التحكم في عدد ساعات استخدامهم لتطبيقات التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، ومما يتميز به هذا التطبيق أنه يرفض تمامًا إعادة تشغيل التطبيقات مرة أخرى إلا بعد مرور المدة التي قمت بتحديدها.
أعتقد أن الأهم أن يمتلك الإنسان بنفسه الرغبة في تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم يمنع نفسه بنفسه عن استخدامها، فصدقيني حتى لو التطبيق منع الشخص مع فتح تطبيقات التواصل الاجتماعي إلا بعد انقضاء المدة المحددة سيبحث الإنسان عن أي وسيلة أخرى لفتحهم سواء من جهاز آخر أو من المتصفح، فالأفضل أن يحاول الشخص بمفرده تقليل عدد ساعات استخدامه يوميا وبالتدريج ولنفترض مثالا أن الشخص يقضي ٥ ساعات يوميا يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي يمكنه أن يبدأ بالتقليل في البداية ولو لنصف ساعة فقط ويحدد بديل يفعله في خلال النصف ساعة هذه ويفضل بالطبع أن يكون شيئا يهتم به الإنسان حقا حتى لا يشعر بالملل سريعا ويعود لهاتفه.
لم أجربه ولكن بهذا الشكل هوا أكثر من رائع.
أختلف معكي رنا، فعلى الرغم من أن الإرادة لها أهمية كبيرة ومهم ان تكون الإرادة من الداخل، ولكن لابد من أشياء تساعدنا على منع أنفسنا من أشياء تضيع من الأوقات تضيعاً. هل جربتي أنتى منع نفسك من قبل بدون أى أدوات ونجحتى فى ذلك؟ هل حددتى ساعة واحدة فقط للفيس بوك اليوم وحقاً إستخدمتي ساعة واحدة فقط؟ لابد وأن يدوم الأمر لأكثر من ساعة على الأغلب.
هل حددتى ساعة واحدة فقط للفيس بوك اليوم وحقاً إستخدمتي ساعة واحدة فقط؟
بالفعل حدث ذلك في أوقات كثيرة ولهذا أنا أتحدث عن أهمية وجود الإرادة الحقيقية وراء قرارات الإنسان وإلا بكل سهولة سيعود لنقطة الصفر، لقد جاءتني أيام كذلك تخليت فيها عن كامل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل ولم أكن أتصفحها وما جعلني أفعل ذلك هو أنني أردت بشكل جدي وفعال أن أتركها فترة لأركز على أشياء أخرى أهم بالنسبة لي وقد نجحت في ذلك، ولهذا أؤكد على وجود الارادة، وكذلك الأهداف فلا يمكن مثلا لشخص لا يمتلك هدف في حياته ولا يسعى لتحقيق شيء أن يتخلى عن أكثر وسيلة تشتييت وترفيه في هذا العصر ليعش فقط في فراغ.
جربت الصوم الالكتروني الجماعي، حيث قام أحد الأصدقاء بطرح الفكرة وتحديد الممكن والغير ممكن فمثلا كما ذكرت لايمكن الاستغناء عن البريد الالكتروني، وبالفعل كانت فترة استثنائية، ولاحظت تقدماً في مدى التركيز والتفاعل لدي، والغريب أن الأمر لم يكن بتلك الصعوبة ولكن كان ليحمل منفعة أكبر لو أنه تم بتخطيط مسبق، كشراء بعض الكتب والتخطيط لبعض النشاطات.
وعند انتهاء تلك الفترة لم يكن قد فاتني شيء مهم..
فهل هناك طريقة يمكننا بها عمل ديتوكس رقمي بدون الحاجة الضرورية لحذف هذه التطبيقات أو الإستغناء عنها؟
هناك تطبيقات يستخدمها الآباء مع ابنائهم تقوم بتحديد ساعات يومية من صلاحية استخدام التطبيقات ثم تغلق تلقائياً عند انتهاء الوقت، اجدها جيدة للتطبيق الشخصي
يوفر العديد من الأفكار جميعها بشأن ترشيد استهلاك الانترنت
مثل Family Link
رائع جداً فحينما تجد أحداً مر بنفس التحربة نجد أن الأمر ممتع، فلقد وجدنا إتفاق على أشياء كالتحكم فى التركيز والمزاج والتفاعل أيضاً مع الناس حولنا ولكن الفرحة لاتتم حتى نعود ونستخدم هذه التطبيقات بشراهة.
تطبيقات التحكم فى الإستهلاك هذه لاتجدى نفعاً للأسف فما أسهل أن نقوم بإلغاء تثبيتها. ولكن قد تحون حل مؤقت حتى نجد طريقاً آخر للحد من الإستهلاك.
لفترة طويلة كنت أمتلك هاتف صغير يمكنه الاتصال بالأنترنت وكنت أبقي عليه الواتس أب والإيميل فقط ولدي هاتف أخر أقوم باستعماله في أوقات محددة من اليوم وعليه كل التطبيقات وكل شيء ولكنه ليس هاتفي الأساسي واتركه في المنزل لأوقات كثيرة وخاصة لو خارج للجوس مع الأصدقاء أو الأهل، وهذا ساعدني كثيرا على التحكم في نفسي وانتاجيتي بل وتحسين مزاجي الشخصي أيضا، وهنالك حيلة آخرى ألجئ أليها وهي توقيف الإشعارات بشكل كامل عن كل التطبيقات إلا التطبيقات الضرورية حتى لا تؤثر في هذه الإشعارات وتشتتني.
هل هناك طريقة يمكننا بها عمل ديتوكس رقمي بدون الحاجة الضرورية لحذف هذه التطبيقات أو الإستغناء عنها؟
في فترة من فترات الجامعة كان لدي فراغ شديد وكنت أنتقل بين هذه التطبيقات باستمرار وطوال اليوم من فيسبوك إلى يوتوب إلى واتساب وهكذا، وكان من قمة فراغي أنني إذا أرسلت رسالة لأحد على الواتساب أو رفعت حالة معينة دائما ما أتفقدها كم شخصا رد على الحالة كم إعجابا حصلت عليه على منشوري الأخير على فيسبوك ... وهكذا.
اكتشفت أنني كلما انشغلت بمهام يومية أكثر إلزاميا كان هذا يتطارد مع استخدامي لهذه البرامج والتطبيقات، فقد أكون جالسا بالمكتب لدي عمل مكتبي روتيني وتراني أعود لهذا الفراغ، ولكن عندما تكون لدي اجتماعات مثلا أو مواعيد نهائية لتسليم مشاريع أو مهام معينة تجدني تلقائيا ربما لا أعرف أين وضعت الهاتف.
اشغل نفسك بالأشياء الإلزامية بناءا على تجربتي ستتحول أنت والهاتف إلى غرباء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
نعم هذا جيداً ولكن فى حالة أن الأعمال التى تقوم بها حالياً ليس لديها نتيجة فورية كتكسب مادي مثلاً، وأهداف طويلة المدى، تجد الهاتف لصيقاً بين يديك فكيف نطوع هذا الهاتف لأن يكون معيناً لنا، لا أن يكون مضيعاً لأهم الأوقات وهى التى يكون فيها تطوير ذاتي طويل الأمد.
يمكنك مشاهدة دورات محددة في مجالك تعتمد بشكل كبير على التطبيق حتى تلزم نفسك بالتطبيق الدوري واليومي وبذلك تملأ بعض الوقت في يومك بأشياء مفيدة يمكن حتى أن تجلب لك دخلا سريعا في وقت بسيط.
المهم ألا ننجرف مع موجة مواقع التواصل الاجتماعي لأنه حقيقي ما نراه ونشاهده ونقرؤه وخصوصا التريندات يجلب لنا الاكتآب من ساعة واحدة يوميا فكيف بمن يتابع هذا طوال اليوم.
نسيت قول شيء 😅
الكتب الصوتية رائعة كبديل، رغم انها من المحتوى الرقمي، ولكن يمكنك وضع سماعات والاستماع لكتب كاملة دون أن تمسك الهاتف وتلتصق بالتطبيقات وذلك جيد أثناء القيادة والعمل الروتيني الذي لايتطلب تركيز وفي أوقات الفراغ أيضاً.
ما أجمل الكتب الصوتية، ولكني أفضل أكثر منها البودكاست، فإستهلاكي للبودكاست أكثر بكثير وهذا حقاً لم أبدأ سماعه بشكل مكثف إلا حينما منعت جميع تطبيقات السوشيال ميديا.
فعلاً البودكاست إدمان، في الصباح كنت أريد الاستماع لحلقة جديدة من دوباميكافين بعنوات كيف تقوي ذاكرتك وبدأها بأغنية "إن كنت ناسي افكرك" بعدها وجدت نفسي قد سمعت اربع او خمس حلقات، مما جعلني ابتعد لساعتين عن التطبيقات.
شاهدت حلقة لآلبيرت مخيبر وهو شاب مختص بعلم الأعصاب، الحلقة كانت على sarde after dinner وهو بودكاست أحب متابعته عادةً، المهم الرجل يقول بأن كل هذه المصطلحات والأمور لا أساس علمي لها، وكلها ما هي إلا أمور خرجت لتسويق شخصي بالكلام أو بالمنتجات والتطبيقات، والصراحة على ما طرحه من أمور علمية تفيد عدم اتباعنا لهذه العقلية أقنعني، فالرجل يقول مثلاً بأنه حين نفصل أنفسنا عن السوشال ميديا نخلص بأنفسنا قلق أعلى وهو ال fomo والذي يعني fear of missing out وهو الخوف من فوات شيء علينا، وبالتالي نبقى على ذات العقلية والقلق والتوتر ولكن بدون أجهزة هذه المرّة.
التعليقات