البقاء مع والدتي المريضة أم أقبل الإرتباط بالشاب الذي تقدم لي؟

ما كنت لتطرحي هذا السؤال لولا أن لك رغبة حقيقية في الزواج وتكوين أسرة, لديك ربما مشاعر مسؤولية اتجاه والدتك زيادة عن اللزوم, فالجميع لهم آباء وأمهات يتقدمون بالسن ويمرضون ولكن الحياة لا تتوقف.

الحل هو أن يخصص أخويك راتبا لاحدى النساء المساعدات قصد الاهتمام بشؤون والدتكم, فهي والدتكم جميعا وليست والدتك أنت بمفردك...المسؤولية اتجاه الوالدة ماديا ومعنويا لا يجب أن تتحمليها بمفردك, أنت لديك حياتك أيضا تريدين الاهتمام بها مثلما تزوج وتغرب بقية إخوتك لتحسين حياتهم.

في حال تعذر حل المساعدة لأي سبب كان, فإن لوالدتك الخيار للذهاب للعيش مع أحد أخويك إذا وجدت صعوبة في العيش بمفردها, لا يجب أن تتوقف حياتك وتتعطل لمشكل له العديد من الحلول.

فإن بر الوالدين هو أحد أبواب الجنة. أنا أهنيكي على أخلاقك الحسنة مع والدتك وبرك المتواصل لها. ولكن هناك أمر آخر يجب الالتفات إليه وهو قدسية الزواج وأهميته في جميع النصوص المقدسة ومن ضمنها الإسلام. لذلك فإنني لا أجد بدا من أن أعود إلى ما يطلبه منه الدين وهو الإقتران وتأسيس أسرة خاصة أن الشاب المتقدم لك كما تقولين أخلاقه حسنة. فأما تأسيس الأسرة هو أسمى الأهداف التي خلق الإنسان لأجلها ومن هنا فعليكي الحفاظ على هذا السر الإلهي. وبنفس الوقت يمكنك التوفيق بين رضى والدتك والزواج. أنا أعتقد ويقينا هو ما أؤمن به أن بإمكانك تحقيق الهدفين. فما الضرر أن تتزوجي وتبقي دائكا على اطمئنان على صحة والدتك من خلال الهاتف والزيارات. وكم سيسعد والدتك أن تراك سعيدة وأن ترى أحفادها وهو أمر يطيل في عمرها بإذن الله خاصة أن لا أحد لها في الوطن إلا الله وأنت.

ولماذا لا تجمعين بين الحسنيين؟ لماذا يكون الزواج إلى جانب الوالدة حيث يتسنى لك مراعاتها وقت الحاجة؟ إذا كان سكن الزوج بعيد فيمكنكما أن تسكنا مع الوالدة أو حتى تصطحبيها معك في مسكن الزوج. ولكن أذا تعرض الأمران، ففي الحقيقة لا أحد أدرى بظروفه الخاصة بك من نفسك. لا أحد يمكنه أن يضع نفسه مكانك مائة بالمائة لان ظروفنا وارتباطتنا ومشاعرنا تختلف بالتأكيد و الذي يريح إحداهما قد لا لا يريحك في اتخاذ القرار ولكن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: استفت قلبك وأن أفتاك وأفتوك.....

لا يوجد قرار صائب عزيزتي وأنتِ أدرى بوضعك ووضع والدتك، إذا كنت تستطيعين التحدث مع الشاب وعائلته بأن تشرحي وضعك لهم وأنك لا تستطيعين ترك والدتك لوحدها وإمكانية أن تعيش معكم أو أخذ مكان قريب منها ورعايتها باستمرار وإذا وافق على ذلك لا بأس بقبوله والزواج، ويمكنك أيضًا أن تتحدثي مع والدتك بأن تذهب للعيش مع أبنائها وهم قادرين على رعايتها أيضًا لأنك ترغبين بالزواج وأيضًا لا ترديدين تركها لوحدها وأراه أسلم حل في ضوء هذه الظروف.

وتأكدي بأن لو لكِ نصيب في هذا الشخص سوف تاخذينه دون أن تتركي والدتك وحدها.

البر بوالدتك شيء تحمدين عليه، ولكن إذا كانت والدتك واعية ذهنيًا فأنصحك بالتحدث معها ومواجهتها بالأمر، والبحث عن حل معًا فهي أيضا لا ترضى لك بالتأكيد أن تشعري الحزن على شيء فاتك أو البقاء بدون زواج وأنتِ تريدين ذلك. يمكنكما الوصول إلى حل معًا؛ فعلاقتك بها لن تنتهي بزواجك، ربما يدفعك البعد عنها إلى برها بشكل أفضل. على إخوتك أيضًا أن يفكروا معكِ في حل لمشكلتك؛ فالمسؤولية تخص الجميع وليست تقع عليكِ وحدك.

إذا رفضتِ الزواج فستبقى هذه ذكرى لن تستطيعين نسيانها ما حييتِ وستظلي تعتقدين في داخلك أنكِ قدمتِ تضحية وربما يؤثر ذلك في رعايتك لوالدتك. لا أعرف كيف له أن يؤثر عليكِ ولكن قد تضجرين أو تملين أو تفعلين هذا بدافع الفرض وليس بدافع الحب.

اولا احييك علي برك بوالدتك والتضحية من اجلها وهذا يعكس التربية الطيبة التي ربتك بها الوالدة حفظها الله .

..

في رأيي يمكن الجمع بين الاثنين .. الزواج والبقاء مع والدتك .. وكلا الامرين سيتم ان شاءالله...

..

اوصيك بصلاة الاستخارة بصورة متكررة وكثرة الدعاء حتي توفقين في الامرين ...

..

وايا كانت النتيجة ارجو اخبارنا بما سيحدث .

..

بالتوفيق .. تحياتي

جميل خلق البر بوالدتك الذي تتمتعين به، وإحساسك العالي بالمسؤولية اتجاهها، ولكن، يجب ألا تنسي نصيبك من الدنيا. اشرحي للشاب المتقدم لك وعائلته ظروفك وأمك، وإذا كانوا متشبثين بك سوف لن يمانعوا في اصطحابها للعيش معكما، وتخصيص غرفة لها في بيت الزوجية، مع مساعدة أخويك ماديا لأنها مسؤوليتهما أيضا، ولن تمانع أيضا الوالدة في ترك بيتها، لأن الأم لا تريد من الدنيا سوى سعادة أبنائها.

لكل فعل رد فعل

دائما هنالك حل وسطي

🔦

إن لم يكن هناك من يعتني بوالدتك غيرك البقاء معها أولى فهي أهم ممن تقدم لك و العناية بالأم أهم من فكرة الزواج و الأفضل لك الجمع بين العناية بأمك و الزواج في نفس الوقت.