تقنيات التعرف على الوجه تطور وتحديث أم تسلط ومراقبة إجبارية؟

هذه التقنيات على حد علمي يتم تطويرها لغرض أمني فقط، ولا أرى أن انتشارها يجب أن يكون مزعج لأحد فهي مخصصة لفئة معينة، فما الداعي من الانزعاج بشأن انتشارها!

طالما في الأماكن العامة والأعمال ولا تنتهك خصوصية, فلها فوائد عديدة بالطبع مثل مشروع Big Data بالصين الذي أنقذ الصين نسبياً من وباء كورونا فقد كانت السلطات تعرف خط سير كل شخص من خلال مجموعة الكاميرات وآليات التعرف على الوجه المنتشرة بكل شبر في الشوارع والمباني العامة وبذلك الاستدلال على أي شخص مصاب أو مخالط خرج من حجره الصحي, وكذلك من الناحية الأمنية فيسهل التعرف على خط سير أي مشتبه به عن طريق تلك الخاصية

بعض الأشخاص المؤثرين قالوا أن الأمر تطور ورفع لجودة البيئة المحيطة بنا، ولهذا يدعمون انتشاره، بينما غضب البعض الآخر ورأي أن ذلك تسلط وراقبة إجبارية.

طالما قال المؤثرين هذا الأمر جيد، فهو ليس جيد على الإطلاق، فأنا لا أثق بما يقولوه خاصة عندما يتحدثون عن أي تقنية جديدة وأنها جيدة لنا، وكما قال الزملاء فأنا معها كإجراء أمني ولكن بهدف نبيل للحد من الجرائم أو إيجاد المفقودين ولكن ليس لدرجة مراقبة الجميع بشكل عام.

أعتقد أن انتشار تقنيات المراقبة التكنولوجية يجب أن يتم بحذر ووفقًا لمعايير صارمة تحترم حقوق الإنسان والخصوصية. من الضروري أن يكون هناك توازن بين الفوائد المحتملة للأمن والسلامة وبين حقوق الأفراد في الخصوصية والحرية.

إطار العمل المناسب يجب أن يتضمن:

• الشفافية: يجب أن تكون هناك شفافية حول كيفية استخدام هذه التقنيات، ومن قبل من، ولماذا.
• الموافقة: يجب الحصول على موافقة الأفراد عندما يكون ذلك ممكنًا قبل مراقبتهم أو استخدام بياناتهم.
• التنظيم والمراقبة: يجب أن تكون هناك لوائح صارمة ومراقبة مستقلة لضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنيات.

لذا، أنا مع فريق يعترف بالفوائد المحتملة للتكنولوجيا ولكن يدعو إلى تنظيمها واستخدامها بحذر واحترام للحقوق الفردية. من المهم أن نحمي أنفسنا من التسلط والتدخل غير المبرر في حياتنا الشخصية، مع الاستفادة من التكنولوجيا بطريقة تعزز حياتنا دون تحول الموضوع لمراقبة كل صغيرة وكبيرة في حياتنا دون إذن منا.

لا أعتقد أن وصفها بأنها "مفروضة" على الجميع هو الوصف الصحيح، لأن أغلب الأشخاص الذين يستفيدون من هذه التقنيات لا يتم ذلك إلا عبر موافقتهم التامة ورضاهم، وليس بالإجبار والفرض، ومع ذلك لا أعتقد جميعها فيها انتهاك للخصوصية، بل أغلبها معينة على رفع نسبة الخصوصية والأمان.

مثلًا أنا لا أستخدم أي من هذه التقنيات وذلك باختياري، لم يفرض علي أحد استخدامها، لا يوجد غير كاميرات المراقبة المتواجدة في المحلات هي التي لا تستأذنني ولكنها موجودة لغرض أمني ولا تنتهك خصوصية أحد.

على نفس المبدأ، هل أنت ضد استخدام كاميرات المراقبة؟