الاستنساخ البشري وتقنيات نقل الوعي تطور ونجاح أم مخاطرة ؟

أي تطور مفؤط ومتسارع هو مصدر قلق برأيي؛ لأنه لا يدع لنا مجال لفهمه وتقبله والتكيف معه وتقييم تأثيره، وما يحدث الآن في المجال التقني مقلق للغاية، حيث يخرج يومياً نموذج جديد أو بيان لتجربة أو تصريح عن مشروع، وثمة فئة كبيرة ملهية عن ذلك ولا تهتم به من الأساس، أما من يهتم فهو لا يدرك أيضاً لأن مصدر التطوير لا يصرح عن الأثر والغرض من هذا التطوير والأمر محاط بالغموض تماماً.

دائما ما أنظر للجانب الإيجابي منها، مثلا أتذكر العالم هوكينج وأرى كيف بسبب التطور العلمي أنه استطاع أن يتحدث ويتحرك ويتعلم أيضا، رغم أنه لديه إعاقات في جسده تمنعه من التحدث والحركة جسديا، فأنظر إلى هذه التقنيات وكيف يمكن أن تساعد العديد من البشر، ولكن في العلم دائما هذا الجانب الشرير عندما يتم استخدام هذه التقنيات في الحروب، ولكن لو زاد وعي الناس بهذه الأمور التقنية فيمكن أن نقلل هذه المخاطر.

أراها تجارب مخيفة وخطيرة في الوقت ذاته، فعلى الرغم من أنها ستساعدنا على حل الكثير من المشكلات الحياتية، إلا أنها برأيي ستكون مخاطرها أكثر من منافعها خاصة فيما يتعلق بالخصوصية، فقد تستخدمها بعض الدول كسلاح تخترق به الأنظمة، وأتخيل أيضًا إذا تحقق ما نراه في الأفلام الخيالية وفقدنا السيطرة على تلك النماذج وأصبحت تتخذ قرارات خاطئة تضر البشر.

أنظر للأمر على أنه جريمة، محاولات الاستنساخ والتحكم في البشر وخلق نماذج محاكاة لا تملك وعيًا خاصًا فمهما كانت المبررات المعلنة ومزاعم مساعدة البشرية فهذا ما زال غير أخلاقي.

بالتأكيد سيكون لها تأثيرات سلبية لا يمكن إغفالها، فكيف نثق بنسخ شبه بشرية وتقنيات آلية لها وعي خاص.

أنا شخصيا أميل دائما للتفاؤل بما قد تحمله لنا التكنولوجيا الحديثة من تطور وتحسين لأوضاع المعيشة. وفي الحقيقة من خلال مطالعتي لأغلب المتخوفين من التكنولوجيا، أرى أن أغلبهم قد توصلوا لتلك الاستنتاجات بسبب عدم اطلاعهم بشكل كافي على تلك التطورات وعدم فهمهم لكيفية عملها ولأهدافها المعلنة. لذلك أنا أدعو دائمًا للقراءة والاطلاع فيما يتعلق بالتكنولوجيا لأنها أصبحت مرتبطة بأغلب الأعمال أيا كان مجالها