التوأم الرقمي Digital Twin هو تقنية رائدة تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي AI وإنترنت الأشياء IoT والجيل الحديث للويب للربط بشكل وثيق بين العالم الرقمي والمادي.

تشبه تقنية التوأمة الرقمية عملية المحاكاة في بعض الجوانب لكنها أكثر تعقيدًا وتفاعلية، فهي تهتم بإنشاء نموذج افتراضي لكافة كائنات العالم الواقعي، وتُستخدم في العديد من القطاعات، على سبيل المثال تُستخدم في مجال الصناعة لمحاكاة مصنع ما والاطلاع على دورة حياة تصنيع المنتجات من مرحلة التصميم والتخطيط وصولاً لمرحلة التشغيل الفعلي، كما تستخدم في مشاريع البناء لإنشاء نسخة رقمية عن المنشأة وتوليد صورة مباشرة توضح مراحل تقدم عملية الإنشاء خطوةً بخطوة، وفي مجالات عديدة أخرى إذ يمكن إنشاء توائم افتراضية للسيارات أو للمستشفيات أو لأعضاء محددة من جسم الإنسان كما يمكن أن تنشأ توائم رقمية لمدن بأكملها.

لكن هل هذه التقنية حديثة النشأة! بالطبع لا، فهي تعود إلى قبل أكثر من خمسين عامًا وتحديدًا عام 1970 عندما كاد انفجار خزانات الأوكسجين في مركبة أبولو13 يسبب كارثةً، لو لم تكن وكالة ناسا قد أنشأت توأمًا لهذه المركبة في المحطة الأرضية، وبالرغم من أن التوأم لم يكن رقميًا حينها إلا أنه سمح للمهندسين باختبار أفضل الحلول الممكنة وهم على بعد يزيد على 300 ألف كم من المركبة الفضائية.

أما الآن وفي هذا العصر الرقمي أصبح تواصل الكائن الفعلي والكائن الافتراضي بصورة مستمرة في الوقت الفعلي باستخدام أجهزة استشعار ذكية وإنترنت الأشياء، والتي تجمع البيانات من المنتج الفعلي المتصل بالإنترنت وتنقلها إلى المنتج الرقمي وتحدث بياناته وتحاكي سلوكه وتساعد على مراقبة سير عمله.

ما رأيك بهذه التقنية! ما المجالات التي تعتقد أنها تناسب تطبيقها؟ وما الفوائد التي يمكن أن تقدمها للبشرية؟