ما زلت أذكر تلك الفترة التي قضيتها مبتعدا عن هاتفي قدر الإمكان، حيث كنت لا أستخدمه إلا للاطلاع على أي رسائل مهمة قبل النوم كما حذفت جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي، وقد امتدت تلك الفترة إلى حوالي شهرين، وقد شعرت فعليا بتحسن كبير في حالتي المزاجية وفي صحتي النفسية. ورغم أنني لم أكن أعلم ما هو مسمى ما فعلته، إلا أنني أدركت مؤخرا أنه يعرف بالتقليل الرقمي (Digital Minimalism) والذي يدعو إلى استخدام التكنولوجيا فقط عند الضرورة والابتعاد عن الاستخدام المفرط.
الفكرة وراء هذا الاتجاه هي التركيز على ما يهم فعلاً؛ بدلاً من قضاء ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي أو التطبيقات غير الضرورية، نقوم بتقليل وقت الاتصال بالإنترنت إلى الحد الأدنى الذي يلبي احتياجاتنا الحقيقية. من خلال ذلك، نتمكن من استعادة السيطرة على وقتنا وتركيزنا، ونبتعد عن التشتت المستمر.
التقليل الرقمي أيضًا يحمل بُعدًا مهمًا فيما يتعلق بالخصوصية. مع انتشار البيانات الشخصية وجمعها من قبل العديد من الشركات، يمكن لهذا الاتجاه أن يقلل من فرص التعرض للاختراقات أو انتهاكات الخصوصية. الاعتماد على الإنترنت بشكل أقل يعني تقديم بيانات أقل، وبالتالي حماية أكبر.
التحول إلى هذا النمط من الحياة ليس سهلاً، لكنه قد يكون خطوة حاسمة نحو حياة أكثر هدوءًا وتركيزًا. هل سبق أن جربت التقليل من وقتك الرقمي؟
التعليقات